مقطع |
تذكر القصة أن الضوء الأصفر في إشارة المرور كان غاضبا حاسدا جارَيه اللونين الأحمر والأخضر، حيث إن اللون الأحمر عندما يضيء يقلق قائدي السيارات، ويظل كل قائد يحدق في الإشارات متلهفا لظهور اللون الأخضر حتى ينطلق في طريقه، وعندما تضيء الإشارة الخضراء تتدافع السيارات فرِحة وقد نالت الإذن بالتحرك، فكل السيارات تنصاع إلى أمر الإشارة الحمراء وتقف دون اعتراض، في حين الضوء الأخضر يرى الفرحة في وجوه السائقين وهم يتلقون الإذن بالتحرك منه وينطلقون مسرورين.
لاحظ الضوء الأصفر أن السائقين لا يهتمون به، ولا المشاة عندما يضيء إيذانا بالتأهب والتحذير، لا يبدو عليهم الاهتمام؛ لذا قرر أن يحتج على ذلك فقال لنفسه: أفضل أن أحتجب و انطفئ.
وعندما احتجب الضوء الأصفر في إشارة المرور حدثت فوضى عارمة؛ فعندما يضيء اللون الأحمر فجأة بعد اللون الأخضر تكون السيارات في الوسط فتصطدم السيارات بعضها ببعض، وينزل السائقون للتشاجر وهم يرون سياراتهم قد نالها الضرر من جراء التصادم، ويتدخل شرطي المرور لفض الاشتباك بين السائقين وهم لا يدرون سر الحوادث الكثيرة التي تقع.
نبه الشاب الشرطي قائلا: لو كان الضوء الأصفر يعمل لانتبه الجميع وأخذوا حذرهم.
سمع الضوء الأصفر الغاضب فلاّحا يقول: الضوء الأصفر مهم؛ إنه يشبه زقزقة العصافير في الفجر.
ويقول تلميذ كان ماشيا في طريقه إلى مدرسته: الضوء الأصفر يشبه جرس المنبه؛ يوقظنا وينبهنا إلى موعد الاستيقاظ.
استعاد الضوء الأصفر التعليقات السابقة، وبدأ يدرك أهميته في تنظيم حركة السير، وشعر بالخجل وهو يرى كم الخسائر التي سببها غيابه، فعاتب نفسه وأضاء اللون الأصفر، وعاد ليعمل في دوره متوسطا الضوء الأخضر والضوء الأحمر. |