مقطع تحكي القصة عن حياة الشاعر العربي عبد الله بن المبارك، وهو أحد شعراء العصر العباسي الأول، ولد سنة 118هـ، درس القرآن، واللغة العربية، وأخذ مبادئ المعارف في صغره. وقد نال مرتبة أمير المؤمنين في الحديث الشريف، فقد عد حافظاً له، وكان هارون الرشيد يثق بعلمه وتنقيحه للأحاديث الشريفة. وكان طالباً للعلم شغوفاً به، ذا أخلاق، وكان لطلاب العلم نصيب من عطاء عبد الله في العلم والمال، وقد انعكست حياة عبد الله بن المبارك بجانبين؛ الجهاد في سبيل الله، والزهد في شعره. وكانت قصائده تحتوي على الكثير من حكم الحياة، وأحكام الدين، وتربية النفس على طاعة الله وتقواه، والاستملاك بالأخلاق الطيبة. وضع العديد من الكتب منها كتاب الزهد والرقائق، وديوان شعره. وقصائد ابن المبارك هادفة، ذات توجيه سديد، وتأثير نافذ حسن الصياغة فهو من أبرز شعراء الفقهاء المبرزين. وفي إحدى قصائده، شبه الناس في مراحل حياتهم بالنبات فما أن يطلع، وينضر حي يحصده الفناء، وليس أعمالهم إلا غراساً لهم، يقطفون جناها يوم القيامة، ولهذا الحبر الجليل قصيدة هي أطول قصائده تقع في ستة وثلاثين بيتاً، ويقال في سبب تأليفها أنهم حفروا بخراسان حفيرا فوجدوا فيه رأس إنسان ضخماً جداً، فاهتز الشاعر ومضى يتصور ضخامة السابقين، وجعل منه عبرة ناطقة باقية.
عنوان الكتاب
أحمد عبد الله الفرهود


تاريخ شعراء العربية
الشعراء العرب
الأدباء العرب