مقطع في مدينة صغيرة تدعى تكشيرة كان جميع سكانها يكشرون، وتراهم في المناسبات والأماكن وهم مكشرون، لا يحبون الابتسامة أو الضحك، كما كانت المدارس تمنع الأطفال من الضحك، ويدرب أهلها على التكشير، كما تقام مسابقة في كل عام لصاحب أكبر تكشيرة والتي كان يفوز بها كل عام سيد برطم. وفي يوم رُزِق السيد برطم بطفلة اسماها جميلة وعلى خلاف جميع أطفال مدينة تكشيرة التي يولدون وهم مكشرين ولدت الطفلة جميلة وهي تضحك، بل كانت الطفلة كثيرة الضحك. فَشِلت محاولات السيد برطم في تعليمها التكشير وعند بلوغها الخامسة اصطحبها للمدرسة وأخبر المديرة بأنها دائمة الضحك ولابد أن تتعلم كيف تكشر. حرصت السيدة مديرة المدرسة على تعليم الطفلة التكشير ولكن دون فائدة فلم تتوقف الطفلة عن التبسم والضحك، بل أصبح الأطفال في المدرسة يضحكون ويبتسمون مثلها. ومع مرور الوقت كل من رأى جميلة تبتسم ابتسم وضحك معها. وبعد شهر واحد أصبح كل سكان مدينة تكشيرة يبتسمون ويضحكون ولم يعودون يكشرون. وبذلك عمت البهجة المدينة وتم تغيير اسم المدينة لاسم بسمة، وألغيت مسابقة أجمل تكشيرة لتحل محلها مسابقة أجمل ابتسامة. والعجيب أن السيد برطم هو من فاز بأجمل ابتسامة.
عنوان الكتاب
نسيبة حسين العزيبي
حاتم فتحي علي


خيال علمي
التفاؤل
الإبتسامة