مقطع تحكي هذه القصة عن عجوزين يعيشان في بيت واحد، أحدهما يدعى "صفر" والآخر "مدحت". وكان صفر يقوم بجميع الأعمال، فهو الذي يزرع في القيراط الذي يملكانه، وهو الذي يذهب إلى السوق لبيع الخشب على ظهر حمارهما العجوز وكلبهما الوفي، أما العجوز الآخر فكثير الغمغمة والتأوه والشكوى من الزمن، لا يبرح البيت طوال النهار. وكان لا يطيق سماع كلمة لا توافق هواه، وكان صفر يحب مدحت ويقوم برعايته، وفي يوم خرج مع حماره وكلبه إلى الغابة لجمع الحطب فشاهد عين ماء، اقترب منها وبجوار العين عيدان الزهور المتفتحة الزاهية، فشرب منها هو والكلب والحمار، فعاد كل منهم إلى شبابه وأسرعوا إلى مدحت يخبرونه بما حدث، فقال مدحت: لا أريد أن يأتي معي أحدكم ليشرب من العين، اتركوني أذهب وحيدا. ومرّ الوقت ولم يعد مدحت وذهب صفر ليبحث عنه ولم يجد بجوار العين سوى طفل رضيع، فقد قام مدحت بشرب ماء العين كله ولم يترك قطرة واحدة.
عنوان الكتاب
فؤاد حداد


الأفق الجديد
الطمع