| مقطع |
تحكي القصة أنه قد دخل عادل غرفة والده ليختار من بين الكتب كتابا في أحد فروع الموسيقى عن العصر الكلاسيكي، وسأل والده عن معنى العصر الكلاسيكي، فنجد أن قبل العصر الكلاسيكي كان يوجد عصر الباروك، وهو من عام 1600 و 1750 هذا العصر الذي شاعت فيه الموسيقى في الكنائس وفي قصور الملوك والأمراء والأثرياء، ومن أهم آلات هذا العصر آلة الأورغن، وجاء بعد ذلك العصر الكلاسيكي الذي يعرفه فنانوه بأنه عودة إلى الطبيعة التي عرفها أجدادنا، وعادوا في تفكيرهم وإنتاجهم إلى البساطة، بينما كان عصر الباروك - الذي سبق عصر الكلاسيك - أساسه المبالغة والمغالاة وكثرة الزخرفة والحليات، وفي الموسيقى نجد الألحان كانت متداخلة بعضها في بعض، فتطغى على اللحن الأساسي وعلى الإيقاع، أما في العصر الكلاسيكي فقد تحورت الموسيقى وتبدلت تبديلا ملحوظا، فأصبحت تعبر عن الحياة تعبيرا صادقا. لقد كانت الموسيقى في العصر الكلاسيكي جميلة في أسلوبها رشيقة بسيطة لها شخصية معتدلة منظمة، ومن عظماء الموسيقيين الكبار في هذا العصر هايدن، وموتسارت، وبيتهوفن، وبظهور هذا العصر خرجت الموسيقى من القصور إلى المسارح، وظهرت أشكال جديدة من المقطوعات الموسيقية، وقل الاهتمام بالموسيقى في الكنائس، وتطورت السيمفونية وأصبح في العصر الكلاسيكي لها مواصفات جديدة ، وزاد الاهتمام بالكتابة للأوركسترا الذي زاد عدد عازفيه، واختلف أسلوب العزف فأصبح هناك ألحان تتفاوت في السرعات، متجددة في التعبير بين القوة والضعف. وانتشرت أيضا مقطوعات الكونشرتو ... (وهو عمل أوركسترا تشترك فيه آلة منفردة بالعزف مع الأوركسترا الكبير المعروف باسم الأوركسترا السيمفوني ... وهذا الكونشرتو يتكون من ثلاثة أجزاء (أو حركات) تتفاوت في السرعة والبطء. وتتناوب الآلة المنفردة العزف مع المجموعة، وكأنهم في مباراة جميلة. وفي العصر الكلاسيكي أيضاً، زاد عدد الآلات الموسيقية في الأوركسترا، وظهر شخص مهم في الفرقة .. وهو ما يعرف بالقائد أو المايسترو، يقف في مواجهة العازفين، يأتي بإشارات توضح سير اللحن، وتعبر عن أحاسيس القائد بما يتفق مع المكتوب في النوتة الموسيقية. وتخلصت الموسيقى من الحليات والزخرفة الدخيلة على النغمات الموسيقية. ونجد أنه لم تخلُ قصور الأمراء من الموسيقى، فهناك مجموعات صغيرة تؤدي بعض الحفلات في القصور من بينها الثلاثي والرباعي والخماسي والسداسي . |