مقطع الوصفة العجيبة أصلان وزوجته أصيلة انتقلا إلى حي جديد، وكان أصلان مرحا وأحبه الجميع، وأراد أصلان أن يخفف وزنه، وسأل جاره الذي يحب الطب الشعبي، وأعطاه قنينة لتخفيف الوزن، ولكن أصلان خف وزنه وطار في الهواء وبقي جحمه كما هو، فوضع قطع من النحاس لتثقل وزنه، وانقد يوما طفلا من النيران بعدان حاصرته وأبعد قطع النحاس عنه وطار به. يحيى السعيد عمل يحيى سبع سنوات عند الأمير، فكافأه بسبيكة من الذهب، وسار إلى أهله ولكن أرهقه الطريق فوجد فارسا على حصان، وقال ليتني امتلك حصانا، فبادل الفارس الحصان بسبيكة الذهب، ولكنه لم يعرف ركوب الخيل، وسرقت خيله ووجد بقره بدله ففرح بالبقرة ولكنه لم تحلب، واستبدلها بخروف وفرح بذلك، ثم استبدل الخروف بإوزه وهو سعيد بالإوزة، واستبدل الإوز بالحجر وسعد أيضاً بالحجر، ولكن أتعبه الحجر وعندما أراد أن يشرب من بئر سقط منه الحجر، وفرح بأن جميع أمانيه تتحقق ورجع لبيته مسرورا. شجرة الموز كان أخوان يعيشان في حي فقير ولا يملكان أرضا، فأرسلهما أبوهم ليدرسا في معهد للزراعة، وعندما عادا اشترى أحدهم عربة، وأراد الآخر أن يزرع الموز الذي رآه في سفره ولا يعرفه أهل قريته وعندما أراد أن يقنع أهل القرية بزرعه، رفضوا حتى أن يبيعوه أرضا يزرع بها هذا النوع الغريب عليهم، فاخذ عربة أخيه ووضع بها الطين وزرع بها الموز، ورأى أهل القرية ذلك، وتذوقوه واقتنعوا بزراعته. المرآة كان شاولين فلاحاً صينياً في قرية نائية، وكان يبيع محصوله في السوق، وفي طريق العودة، وجد مرآة، فالتقطها ورآها وظن نفسه أن هذه صورة أباه المتوفى ففرح واحتفظ بها في خزانته، ورأت زوجته عندما ترتب خزانته المرآة، ففوجئت بصورتها المعكوسة وغضبت وقالت لماذا يحتفظ شاولين بصورة هذه السيدة القبيحة الغريبة، وغضبت عليه وقال إنها ليست صورة سيدة غريبة بل صورة والده المتوفى، وعلا صراخهما، فأتى أحد الجيران ليرى نفسه بالمرآة وقال إنها صورتي واخد المرآة معه. سيد الغابة كان هناك فأر في أحد الغابات، شديد الثقة بنفسه، ويقول عن نفسه بأنه سيد الغابة، فحذره أهله من أن يسمعه الفيل، ولكنه مازال يعتقد بأنه أقوى من الفيل، ورأى صرصورا وعظاءه وأخبرهما بانه اقوى من الفيل فاستهزأ به وسمعا صوت الرعد وطن الصرصور والعظاءة أنهما من الفأر فخافا وروا عن قوة الفأر، ولكن الفأر قابل الفيل أخيراً وأخبره بأنه ملك الغابة واستهزأ الفيل به وبصغر حجمه وسكب عليه المياه ففقد وعيه، وعندما استيقظ ظن أن الأمطار هطلت وغرق الفيل معه، وظل بثقته يردد بأنه ملك الغابة. الرجل واليمامة كان الرجل يعيش سعيداً بين الحقول، وذات يوم رأى يمامة جرحه، فأخذها وضمد جراحها، إلى أن التأمت، ولم يضعها في قفص، بل بنى لها عشا، لأنه يحب الحرية، فتعلقت اليمامة به وأصبحت لا تغادر عشها إلا نادرا، فقدر لها ذلك ولكنه أراد أن تستمع بحريتها، فوضع عشها مع الطيور الأخرة. القيم المستفادة من يعمل خيرا يجد خيرا. الطيور مثل الإنسان تحب الحرية. الأمير والأجير في إحدى القرى جلس فلاحون يستأمرون، فمر بهم تاجر أخذ يتفاخر بأن الأمير دعاه للغداء، وأنه يعرف الأمير، فضاق الفلاحون به ذرعا، ثم تحدى فلاح الأمير بأن الأمير سوف يدعوه للغداء وأن التاجر سوف يعطيه حصانه إذا حدث ذلك، فحصل ذلك بحيلة ذكية عملها الفلاح، وأعطى التاجر الفلاح الحصان. فتافيت الشر كان أحد الملوك الأشرار، يكره كل ما هو جميل، ويجب كل ما هو قبيح، فصنع مرآه تشوه أشكال الناس وتزيد من تعاستهم، وكلما زادت تعاسة الناس زاد فرحه، فأخذ هذه المرآة اتباعه، ورفعوها عالياً، وقذفوها إلى أن تفتت إلى شظايا صغيرة انتشرت في كل مكان، ودخلت إلى عيون بعض الناس وقلوبهم فأصبحوا يرون كل شيء قبيحاً وأصبحت قلوبهم قاسية، فعلم العقلاء بذلك، وأصبحوا يجوبون البلاد ليصلحوا ما أفسده ذلك الشرير وينزعون الشظايا من قلوب وعقول الناس، ومازالوا يفعلون ذلك. حكيم الجبل في أحد القرى أراد أن يتقاعد العمدة من منصبه لكبر سنه، فرشح أهل القرية ومروان ابن شيخ البلد ومروان ابن العمدة وعامر ابن حارس شونة القطن، فاحتار أهل القرية سألوا حكيم الجبل، فأعطى لكل من المرشحين الثلاثة حبة فول ليزرعوها ويأتي ليراهم بعد شهر، وعندما رآهم كان أفضل من اهتم بالفول هو عامر ابن حارس الشونة، فكان الأصلح أن يكون عمدة. أناتول كان أناتول فأرا فرنسيا معتزاً بنسفه، وكان يعمل ذواقاً في أحد مصانع الجبن الفرنسية، فكان يكتب ملاحظاته على الجبن وما ينقصه، ولم يكن يعلم العاملين أن الذي يكتب ذلك فأر، لأنه كان يتعامل معهم بالرسائل المكتوبة، وذات يوم أثناء أداء عمله سمع بصوت قط فارتبك كثيراً، وقرر أن ينهي ملاحظته ثم يهرب، لكن بسبب ارتباكه كانت ملاحظاته غريبة، وبالرغم من غرابتها عمل المصنع بالملاحظات، وانتجوا الجبن وكانت بعض الأصناف وجيدة وأخرى رديئة، والرديئة توقف المصنع عن صنعها والجيدة مازالت تباع حتى الآن، وفي اليوم التالي اعتذر برسالة مكتوبة بسبب ارتباكه من القط، وطلب بأن لا يكون هناك قطط، فاستجاب المدير لطلبه. الفرشاة السحرية كان هناك رسام ماهر، ولكنه فقير لا يملك ثمنا لشراء فرشاة، وفي أحد الأيام رأى رجلا عجوزا ً فساعده، فكافأه العجوز بفرشاة ذهبية، كان إذا رسم بها تحولت الرسومات إلى حقيقة، فكان يرسم ما يحتاجه الناس فعلاً، فرسم دمية لطفلة يتيمة وحماراً لجاره الذي يعمل في أماكن بعيدة، فعلم الملك بذلك وأراد أن يرسم له أموالاً وأسلحة فرفض ذلك، لأنه يرسم الأشياء النافعة والتي يحتاجها الناس فعلا، فسجنه الملك، وهرب الرسام برسم باب للهروب، وذهب إلى مدينة بعيدة وأخذ يرسم أشياء ليست مكتملة حتى لا تتحول إلى حقيقية، ليشتهر الفنان برسمه وليس بسحره. مدينة الأرذال مر عبد الستار أثناء عودته من رحلة تجارية على مدينة تدعى مدينة الأرذال لأن أهلها سيئين، ولكنه اضطر للمرور بها لأن عاصفة هبت وكانت هي أقرب مدينة، فكان أهلها أزدال حقا وأخذوا كل ماله وسرقوا حصانه، ورجع إلى مدينته غاضبا، وقرر أخوه الانتقام، فصنع آلة ليوهم أهل مدينة الأرذال بانها تكتشف الذهب من باطن الأرض، وأرادوا أن يشتروها فرفض وقال انه لا يوجد مثلها إطلاقا، وهي لا تقدر بثمن، وعندما وصلوا إلى المبلغ الذي سرقوه من اخوه، وافق على بيعها بهذا المبلغ، ولكنهم اكتشفوا الكذبة، ولأنهم أرذال وضعوا الآلة ليخدعوا الناس هم أيضاً بأنها تكتشف الذهب. القائد والنملة في أحد قبائل التتار ومنذ قديم الزمان مات قائدهم، فخلفه ابنه، واعتقد أعداؤه بأنه ضعيف لصغر سنه، فحاربوه وهزموه واستولوا على المتاع وأسروا العديد من أهل القرية، فأراد أن يسترد ما لقبيلته، فأعد معركة لذلك، ولكنه هزم لقلة خبرته، ويئس وحزن، ولكنه راقب نملة تحمل حبة قمح إلى جحرها، والحبة تسقط منها مرات عدة ولكن النملة ترجع وتحملها، فاستغرب لعزيمة النملة، وازدادت عزيمته، فحارب المعتدين مرات ومرات حتى استرد قبيلته، وأصبح حربياً لا مثيل له في التاريخ، وأخذ يردد أن أعظم درس في الصبر والمثابرة تعلمته من نملة. المعجزة أحبت جنية النار جني الماء وأحبها، ولكن زواجهما مستحيل، لأن الماء تطفئ النار، والنار يبخر الماء، فأراد صبي أن يساعدهما فأخبراه أن يستشير جني الثلج الحكيم، وحمل جني الريح الصبي لجني الثلج، فأخبره جني الثلج بأن الحب يصنع المعجزات، وليمد جني الماء وجنية النار يدهما، وعندما يتلامسان ويقول كل منهما للآخر أحبك، ففعلا ذلك ولم يحدث شيء، وتزوجا وأنجبا أطفالا كأمهم من النار، وآخرون كأبيهم من ماء. بشير السعادة في شرق أحد الجزر كان هناك قرية صغيرة مكونة من سبع بيوت، كانوا تعساء لفقرهم ومحصولاتهم قليلة وبحرهم هائج في أغلب الأحيان، ومع مرور السنين لم تتزايد بيوتهم ولم تتحسن أحوالهم بسبب تعاستهم، وفي أحد الأيام جاءهم رجل اسمه عابد وكان سمحاً وكريماً، وصنع لنفسه كوخاً بينهم، وصار يكتشف الجزيرة، وأخبرهم أن جزيرتهم بها صلصال ودلهم على مكانهم وعلمهم كيف يصنعون منه الخزف، فتعددت صناعاتهم، وتزوج فتيانهم من فتياتهم وتضاعفت بيوتهم وتحسنت أحوالهم، فذهب عنهم ليساعد ناسا آخرين، وظلت القرية تحيي ذكراه بوضع صورة عابد على كل خاتم زواج لأنه كان سبباً في سعادتهم. الملح ذات يوم في أحد المماليك القديمة اجتمع أمراء البلاد، واخذوا يتفاخرون بحب بناتهم ولائهن لهم، فنادى الأمراء بناتهن ليصفون مدى حبهم لأبيهم، فتفننت الفتيات بوصف حبهم لأبيهم بأنه أكبر من الدنيا وما فيها، وبأنه أكبر من المحيطات، وتقدمن إحداهن على استحياء وقالت إنها تحب والدها كحبها للملح، فغضب والدها. وأمر أن تكون كالخدم، وذات يوم أقام هذا الأمير وليمة وجمع فيها الأمراء، وكان الجميع جائعا، ورائحة الطعام لذيذة، وعندما تذوقوه لم يستطيعوا أن يأكلوه لأنه لم يوجد به ملح، فغضب الأمير وجاءت ابنته بلبس الخدم ولم يتعرف عليها، فوبخها كثيراً وأخبرها بأن الملح مهم جداً وبدونه لا يمكن أن يؤكل الطعام، فكانت الابنة وأخبرت أبيها بانها تعرف ذلك جيدا، لذلك أنا احبك كحبي للملح، لأني بدنك ليس لحياتي معنى، فسعد الأب وصفح عن ابنته. حساء الفأس مر رجل مسافر عبر الصحراء وهو منهك من السفر بخيمة بها عجوز بخيلة، وأراد تضيفه، ولكن العجوز كانت بخيلة وادعت أن ليس لديها طعام لتأكله هي نفسها، ونظر الرجل إلى فأس مكسورة، وأخبره بأنه سيساعدها لأنه يعرف أن يصنع طعام من أشياء بسيطة، وأتى بقدر به ماء ووضع الفأس بها، فأخبرها سيسبح طعاما لذيذاً لو وضعنا قليلا من الملح عليه، فأحضرت الملح، ثم زاد بانه سيصبح رائعا لو وضعنا الشعير المجروش فأحضرت ذلك، وأخبرها بأنه سيكون طعاما لا مثيل له لو أضفنا القليل من الزيت، فأحضرت الزيت، فوضعه في طبق وأكلا معا، وأخبرته بأنه لم تكن تعلم بأنه يمكن صنع طعام من فأس مكسور
عنوان الكتاب
أماني العشماوي
بهجت عثمان


حكايات جديدة من التراث الشعبي والعالمي
القصص التراثية
الأدب الشعبي