مقطع كان لملك من الملوك ابنة وحيدة تسمى "كلاريس" وكانت جميلة الهيئة ، ذهبية الشعر. وذات يوم نادتها أمها الملكة المريضة ، وأخبرتها أنها ستموت، وأعطتها صندوقاً فضياً يحتوي ثلاثة أثواب جميلة: الأول أخضر اللون، والثاني فضي اللون والثالث ذهبي اللون. وكان لكل ثوب خاتم من لونه. وبعد أيام ماتت الملكة ؛ فحزن الملك واعتقد أن ابنته هي السبب في موتها؛ فأصبح يعاملها معاملة سيئة، وطردها من القصر. فانتقلت "كلاريس" إلى بلدة أخرى يحكمها ملك أخر، وعملت عنده خادمة. وذات يوم أقام الملك حفلة راقصة حضرها جميع عظماء الدولة من أمراء وأميرات. فاستأذنت "كلاريس" الطباخة لكي تشاهد الحفلة؛ فخرجت "كلاريس" ورتبت نفسها ولبست الثوب الأخضر وخاتمه الأخضر ودخلت القاعة، فتطلعت إليها الأنظار، وتقدم نحوها الملك وطلب إليها أن ترقص معه، وفي نهاية الحفل ، انصرفت دون أن يلاحظها أحد من الحضور، فبحث الملك عنها ولم يعثر عليها. ولما انصرف الجميع طلب الملك كوباً من اللبن فأعطته "كلاريس" الكوب بعد أن أسقطت الخاتم الأخضر فيه، فلما شرب الملك اللبن وجد الخاتم الأخضر، فسأل الخادم عمن جهز الكوب فأجابه الخادم بأنها خادمة المطبخ . وبعد أيام أقام الملك حفلة أخرى دعا إليها الأمراء والملوك، وارتدت فيها "كلاريس" ثوبها الفضي والخاتم الماسى، فرآها الملك ، وكان فرحه بها كبيرا، ورقص معها وقتا طويلا، وفي نهاية الحفلة اختفت عن الأنظار، وبعد انتهاء الحفلة طلب الملك كوبا من اللبن فوضعت "كلاريس" فيه الخاتم الماسي. فلما شرب الملك اللبن عثر على الخاتم، فقام إلى المطبخ ورأى "كلاريس" وثيابها ووجها متسخا ، فعاد الملك إلى غرفته حزيناً! وبعد أيام أخرى أقام الملك حفلة ثالثة ؛ فارتدت "كلاريس" ثوبها الذهبي وخاتمها الذهبي، وكان فرح الملك بها عظيماً. وأخذ يحادثها ويراقبها حتى لا تهرب منه. ولما انتهى الحفل أرادت "كلاريس" أن تهرب ؛ فجرى الملك وراءها بسرعة ، ولكنه لم يلحقها ، فدخلت المطبخ وارتدت ملابس الطبخ فوق ثوبها الذهبي. وأخيراً طلب الملك كوباً من اللبن وذهب لينظر من ثقب باب المطبخ فوجد "كلاريس" وهي تضع الخاتم في اللبن، فدخل الملك المطبخ، وأخذ "كلاريس" بين ذراعيه ، وطلب منها الزواج فقبلت الزوج.
عنوان الكتاب
إبراهيم مصطفى


تراثي
قصص من الشرق والغرب
قصص شعبية
الطيبة