مقطع تتحدث القصة عن "سيف" و "منير" الصديقان المقربان جداً، الأخوان بالرضاعة؛ فقد تربيا على المحبة والسلام، اعتادا أن تمر تفاصيل يومهما معاً ويعيشان في بيتين متجاورين، وتعيش بالقرب منهم جارتهم الجدة "فاطمة" وهي تحبهم كثيراً، وقامت بتربيتهما معاً على المحبة والسلام. سيف مسلم، ومنير من الديانة المسيحية، ولم يخبر الوالدان والجدة الولدان عن الاختلاف في دياناتهم وحرصوا أن تسود علاقتهم على المساواة والتعايش السليم، وقام أصدقاء سيف بالمدرسة بإخباره عن ديانة صديقه وأخيه منير، وزرعوا في نفسه بغض ديانة صديقه وإفشاء فكرة أنه يجب أن يصادق المسلمين فقط، وأن الله سيحاسبه على ذلك. في بادئ الأمر اقتنع سيف بذلك وأثارت تلك الأفكار الشكوك في رأسه، وخاصم صديقه بسبب ذلك، وتأثرت الجدة فاطمة بحزن من تصرف سيف وحزنت حزناً شديداً على ما أصاب أبنائها من تفرق وانتشار هذه الأفكار العنصرية في حياة سيف وصديقه منير، فقامت الجدة بنصح منير بأن يمحي هذه الأفكار من رأسه، وأن يتعايش مع اختلاف ديانة صديقه، وأن يقدم العلاقة الإنسانية والمحبة على هذا الاختلاف؛ حتى أنها ذكرت له قصة لوالدها أنه كان يجمع الكثير من الأشخاص على طعام الفطور في رمضان، وحدث موقف أن أخيها رفض أن يشرك أحد الأشخاص المسيحيين على الفطور ولكن والدة أنّبه على ذلك ودعاه أن يأكل معهم طعام الإفطار في رمضان حتى آخر شهر رمضان. وكان قد طلب سيف من جدته أن يحضروا كعك العيد كما كانوا يفعلون في السابق ولكنها رفضت ذلك؛ لأن هدفها من ذلك هو الإخاء بينهم والتعايش. سيف تأثر بكلام جدته، وبدأ يفكر بآراء أصدقائه وجدته، وفي تلك الليلة سقطت الجدة مريضة من شدة الحزن على ما أصاب أبنائها من تفرقه، واجتمعت العائلتين حول الجدة فاطمة واعتنوا بها اعتناءً شديداً، وقرر سيف أن يبيت تلك الليلة بجانب جدته وشاركه بذلك منير وناما تلك الليلة بجانب جدتهم للعناية بها. ومنذ ذلك الموقف عرف سيف أن منيرا صديقه وأخوه العزيز، وأن اختلاف الديانة لا يؤثر على حياتهم وعلى علاقتهم الإنسانية والحياتية. وبعد ذلك اجتمعت العائلتان لتحضير كعك العيد عند الجدة بإشراف والدتيهما ومساعدة الأبناء، قاموا بتحضير الكعك والاستعداد للعيد بكل شغف وسعادة، وقرروا أن يكون الاجتماع أول يوم عند الجدة فاطمة للمباركة ومعايدة بعضهم البعض، وقامت الجدة بإعطاء الأبناء جميعهم العيدية بكل فرح وسرور.
عنوان الكتاب
عبير محمد أنور
رشا منير


التسامح