مقطع تناولت القصة الحديث عن صَبي اسمه "بالتازار" وقد كان محبا للكتب الموجودة في مكتبة بيته، وكان والداه من النُبلاء المهمين في البلدة، كما كان بالتازار كثيراً ما يشعر بالوحدة؛ إذ ليس لديه أصدقاء، وكان يُفضل الذهاب للمكتبة بدلاً من اللعب، وكان والداه سعيدين، ويُرحبان بذهابه إلى المكتبة ويُفضلان لو أنه يتعلم اللاتينية أيضاً، ويتمنيان أن يُصبح فارساً أو قائداً أو وزيراً. كان الصبي يتعلم القليل من اللاتينية، لكنه يُفضل أكثر الشعر، وقصص الفرسان، والكتب القديمة التي جمعها والده وأجداده مثل قصة (الملك آرثر) و(الساحر ميرلين)، وكان دائماً ما يفكر وهو يتجول بين رفوف الكُتب، ويشم رائحتها القديمة الطيبة، وفي كل مرةٍ تشد انتباهه صورة جده المعلقة والذي كان اسمه "بالتازار" أيضاً ، كما توجد في القلعة الكثير من صور الجد، ولكن ما أثار اهتمام الصبي هو الصورة التي أخذت مكانها في الركن المظلم المهمل، وكانت فوقها خفافيش أُعجب بها، وكان كثيراً ما يُراقبها وقت الغروب وهي تطير، وفي مرةٍ اقترب الصبي من واحدةٍ منها، ففتحت عينيها وبدأت تسأل عن معنى اسم بالتازار، وقالت له: إنك تأتي اثني عشرة أو ثلاثة عشر مرةٍ، وتوقظني. ثم سألها هو عن اسمها وقالت: اسمي "كولستين"، قال مندهشاً، هذا يعني شيئاً سماوياً باللغة اللاتينية! كانت كولستين تعيش في المكتبة مُنذ أكثر من عام، وهي تُحب القراءة والكُتب، وخلال حديثهم انطفأت الشمعة بيد بالتازار، فقالت له كولستين: اذهب ونم، وأنا سوف أطير قليلاً. وفي اليوم التالي بعدما صحا بالتازار ذهب إلى كولستين، ثم أخذ الاثنان يقرأان الكتب، ويتناقشان حولها، ومن هُنا أصبحا يقضيان أوقاتاً ممتعة معاً. وذات يوم أتى أصدقاء كولستين، وعرضوا عليها الذهاب معهم إلى حفلة القمر، فوافقت كولستين وحزن بالتازار على ذهابها معهم، ولأول مرة شعر أنه لا يُريد قضاء وقت طويل في المكتبة، ثم صعد إلى أعلى البرج وأخذ يكتب شعراً، وذهب بعدها ونام. وفي اليوم التالي ذهب للمكتبة، فوجد كولستين، وفرح كثيراً لعودتها.
عنوان الكتاب
جاكوب ميشيل برشى
هانز - جونتر دورينج


القصص الألمانية، قصص الأطفال
التربية المكتبية
حب العلم