مقطع تدور أحداث هذه القصة حول أهمية العلم في حياة الناس، حيث يحكى أنه كان يعيش معلم صبور، قضى حياته يعلم الأولاد في قرية جميلة نائية. وكان ذلك المعلم الشيخ يركب حماراً كل صباح، ولا يحمله أحمالاً ثقيلة، ولا يضربه بعصاه، ويضل يحكي له أخباراً بطريقه، وكان يسميه المعلم حمارَه (غورجس) ويظن الناس أنه أخوه، وليس حماره، عندما يتحدث عنه وكان (غورجس) يقضي نهاره يأكل الحشيش ثم يجلس على شباك المدرسة التي يعلم فيها صاحبه، وكانت أذناه طويلتان تنقلان إليه كلام المعلم دون أن يقصد الاستماع، وبالفعل تعلم الحمار، وحفظ كل الدروس ومات المعلم وضلوا يبحثوا عن المعلم جديد. ذات يوم رأى (غوريس) معلماً جديداً يخرج من القرية ويقول (لا يعلم هذا الجوار إلا الحمار) وصدقه الحمار، ويقصد حماراً حقيقياً، وذهب إلى أهل القرية، وأخبرهم أنه المعلم الجديد. ذهلوا الناس، ولم يجدوا معلماً غيره، وغير مكلف من المال الطعام. علم الحمارُ الأولاد وأحبوه وبرع في تعليم الأولاد، وذات يوم اجتمع أهل القرية، ورفضوا على أن يعلم أولادهم حمار، وذهبوا إلى الإمبراطور، واشتكوا له على الحمار، وطلب الحمار للحضور ليراه. وتركه يذهب وذهل به وبذكائه وجعله يعلم الأولاد وذات يوم طلب الإمبراطور أن ابنته سوف تتزوج من أحسن معلمين الأذكياء. وذهب غورجس ليطلب يد ابنته وغضب الإمبراطور، وطلب من جلاد أن يقطع رأسه في أخر اليوم ووضعه بالحظيرة مع الحمير الآخرين وسأله أحد الحمير ما بك وهو يبكي: (لم أكن أعلم أن الجهل للحمار نعمة).
عنوان الكتاب
ألبير مطلق


الحكايات المحبوبة
الحمار - قصص الأطفال
العلم - قصص الأطفال