مقطع كانت هناك غابة واسعة وكثيفة الأشجار، بالقرب من المدينة، وكانت تحتوي على أنواع طيور كثيرة ومتعددة الألوان، ولا يصدر منها إلا أصوات الغزلان والضفادع والعصافير، وكانت حيوانات هذه الغابة تعيش آمنة ومطمئنة، فليس بها حيوانات مفترسة؛ ولهذا يقصدها سكان المدينة المجاورة؛ كي يستمتعوا بها. قامت أسرة طارق بزيارة هذه الغابة من قبل، ولازال طارق وسيما يودون الذهاب لها مرة أخرى، وطارق وسيما طالبان مجدان ومجتهدان ولا يقصران في واجباتهما المدرسية. وذات يوم، عاد طارق وسيما إلى المنزل وكانا سعيدين فاستقبلتهما أمهما متعجبة، فأجاب طارق: أولاـ لأننا حصلنا على درجات عالية في الرياضيات. وقالت سيما: ثانياـ غدا سيكون أخر يوم في الدراسة. ففرحت أمهما وقالت لهما: سوف أرتب لرحلة إلى الغابة مع والدكما حينما يعود للمنزل. وفعلا، قامت العائلة بالرحلة. وفي الطريق كانوا سعداء يغنون. وحينما وصلوا إلى الغابة، قام طارق وسيما بمساعدة أهليهم في ترتيب الأشياء، وتحضير كل ما يحتاجون له من طعام وشراب، وجلسا مع أهليهم، ثم قاما ليلعبا في الغابة وكانا مستمتعين باللعب. صعد طارق إلى غصن في أحد الأشجار الطويلة، ورأى شيئا غريبا، فنادى أخته سيما، وقال لها: انظري ماذا وجدت؟! فإذا هي غزالة صغيرة تائهة من أمها، فأعجبت سيما بمنظر الغزالة الصغيرة ذات الأعين الواسعة، واصطحبت سيما الغزال لأبيها لتريه إياه، فقال لها: سوف ننتظر إلى المساء حتى تجدها أمها. وقامت سيما وطارق باللعب معها حتى حل المساء دون أن تظهر والدتها، فاقترحت سيما أن تأخذها للمنزل وتعتني بها، وألحت على والدها قائلة: إنها سوف تبذل قصارى جهدها للاعتناء بها ورعايتها. رحب الأب بذلك، وقال لابنته: يجب أن نعتني بها جيدا؛ حيث إنها مازالت صغيرة، وبحاجة للعناية. فرحت العائلة بانضمام فرد جديد لهم، وشكر الأبناء والديهما على الموافقة.
عنوان الكتاب
عبدو محمد
هيثم فرحات


سيما والغزال الصغير
الغابات