مقطع يتناول الكتاب أثر المعتقدات والأفكار المسبقة على تصرفات وأحكام من حولنا. ويظهر ذلك واضحا من خلال قصة الخروف الأسود الذي عاش بين قطيع من الخراف البيض، فقد كان الكلب ينبح عليه بشدة مما يجعله يرتعد من الخوف، وفي الصيف لا يحلق صوفه كبقية الخراف، فلن يملأ أحد وسادته بصوف أسود، ولا يرغب أحداً في تمسيد الصوف خشيةً من صبغ يده بلون أسود. يا ترى هل الخروف الأسود بهذا السوء أم أن هناك أسباب أخرى؟ وعند البحث وجِد أن الخروف الأسود يتناول العشب كبقية الخراف، ويستلقي على العشب ويدخل الحظيرة مع بقية الخرفان وكان مسالماً، ولم ينطح أحداً بقرنه. فما السبب في نبذ وعداء الآخرين للخروف الأسود. لنعد للماضي قليلاً. فأسطورة ثيسيوس تخبرنا بأن والده انتحر عندما رأى شراع سفينة ابنه العائد منتصراً وقد نسي رفع شعار الانتصار، فاعتقد والده بهزيمة ابنه، مما أدى لانتحار الأب، وكان آخر مارآه الشراع الأسود. ليس ذلك ما يربط بذاكرتنا باللون الأسود ولكن الظلام أسود، وكتاب السحر أسود، وملك الحيرة الملك نعمان خصص يوماً للحزن والبكاء وأمرهم بارتداء الثياب السود. ولم يكن خروفنا الوحيد الذي رُفِض بسبب لونه، فحكاية فرخ البط الأسود تروي لنا كيف رفض البط الفرخ للونه الأسود، وهناك المزيد من التاريخ للون الأسود. ولكن كيف لك معرفة اللوزة حلوة أو مُرة قبل تذوقها؟ فالعدالة تطالبنا بالاعتراف بأن مشكلتنا مع اللون الأسود وليس الخروف الأسود.
عنوان الكتاب
فادي عادله
فادي عادلة


قصص الحيوان
حكايات مصورة لليافعين
الإختلاف
العنصرية*
أسطورة ثيسيوس