مقطع تحكي هذه القصة أنه ذات يوم جاء صديقنا من المدرسة وهو حزين يجر كرسيه الذي يساعده على التنقل من المدرسة والبيت، رأت أمه حزنه على وجهه، ولكنه كتم الحزن عنها، ولم يخبرها، عندما أدخلته إلى غرفته أخذ يبكي عندما خرجت فجاء والده وزعم الولد أنه نائم ولكن الأب لمح الدموع على وجهه وأخبره أنه يعلم أنه ليس نائما، وسأله عن سبب بكائه فقال لا شيء، فقال الأب إن الكذب حرام، فذهب لحضن أبيه وأخبره أن المدرسة تقيم سباقا والكل مشارك ما عدا هو لأنه لا يقدر على المشي وهو يكره الكرسي، فأخذه ووضعه في كرسيّه وذهب إلى النافذة ليخبره قصة الأرض التي أمامه كيف كانت وكيف أصبحت، قال: إنها كانت صحراء وأخذتُ بزراعتها ببذور اللوز، وعندما كنت أحفر لأضع البذور شاهدت بذرة لوز ضعيفة وقلت إن هذه لا نفع منها ورميتها على الصخور واعتنيت بالزرع كأنهم أولادي، وبدأ الزرع يكبر، وعندما كنت أمشي رأيت ساق لوز وسط كومة الصخور اندهشت لأنها تلك التي رميتها وقلت يا لعظمة الله، ولكن كيف ستظل وتكبر وسط الصخور؟ حاولت أن أنقلها ولكن محاولات فاشلة لأن جذورها متغلغلة في الصخور، وذات يوم أتت عاصفة هدمت كل شيء قتلت الزرع والنوافذ، وفي اليوم التالي ذهبت لأرى ماذا حلّ بالزرع فجُنّ جنوني لأن ما زرعته قد مات من العاصفة ورأيت أن شجرة اللوز التي في وسط الصخور كانت شامخة عالية ولكن ساقها مجروح، كانت تعمل معركة بينها وبين الصخور لتفسح الصخور لها مجالا لتنمو، فعانقتُها وأصبحت صديقتي، وأريدك يا بُني مثل هذه الشجرة قويّ الإرادة.
عنوان الكتاب
فيصل الحجلي


الإرادة
قوة الإرادة