مقطع في يوم من الأيام مرض حاكم فارس، وعاده كل الأطباء، لكنهم لم ينجحوا في علاجه، واستمر حاله يسوء يوما بعد يوم، ونصحه الناس بالطبيب العربي (أمين الدولة) فأتاه الطبيب، وسأله عن تكاليف العلاج، ولكنه رفض وأراد أن يتعرف صحة المريض، وكيف ومتى أصيب بالمرض، ومن عالجه من قبل، فكشفنا له عن المرض العضال الذي يعاني منه الملك، وبقي فترة في ضيافته، وكانت صحة الملك قد بدأت في التحسن، ولما أرادوا الرحيل سألوا الطبيب عن مكافأته على العمل الجليل الذي قام به ،فقال الطبيب: المكافأة الحقيقية أن يسترد المريض عافيته/ ويعود إلى أداء واجبه. وتم شفاء المريض، ولما بدأنا نعد أنفسنا للسفر تحدثنا مع الطبيب في أتعابه، فرفض أن يحدد قيمتها، وما كانت الأموال التي لدينا تكفي مكافأة له؛ لذلك رأى الملك أن يؤجل الأمر إلى حين العودة إلى البلاد، وعندها أعد المكافأة الثمينة له وأرسلني بها، لكن الطبيب رفضها؛ فهو لا يتقاضى مالا على علاج، بل يفعل ذلك مرضاة لله، وقال إنه أقسم على نفسه ألا يقبل أجر علاج من أحد، وقال الراوي إنه لم يرَ أحدا في حياته أزهد في المال من هذا الطبيب.!
عنوان الكتاب
عبد التواب يوسف
محمود التهامي


تراثي
مال المسلمين
الزهد
حب الخير
العمل لوجه الله تعالى
مساعدة المحتاجين
مساعدة المريض