مقطع تحكي هذه القصة أن "ياسر"، "عامر" و"زينة" جلسوا يرسمون ويخططون بعناية شبه الجزيرة العربية، لقد كان ياسر يرسمها ويلونها، ووضع عامر الألوان ليساعد أخاه، ووضعت زينة أسماء التضاريس وحدودها على مصور شبه الجزيرة العربية حتى يراها أمه وأبوها، وحين جلسوا معهم دار حوار حول أحوال شبه الجزيرة العربية، وما هي معتقداتها وكيف كانوا يعيشون، فقام الأب يروي قصة شبه الجزيرة العربية، وهي منطقة خصبة مطيرة تعرضت للجفاف، وكان هناك الكثير من الهجرات، وطبيعة شبه الجزيرة فرضت نوعين من الحياة وهي حياة الاستقرار والبدوية المتنقلة، واستقر السكان في اليمن وأسسوا عدة ممالك فيها مثل مملكة الحيرة وغسان، الحضر، الأنباط، وتدمر، وبعدما عرف الأولاد مواقع الممالك وأسماءها من خلال رسم ياسر لشبه الجزيرة، وقال الأب أيضا إن السيادة السائدة في مكة كانت "قصي بن كلاب" فأسس دار الندوة، وهي نادي قريش، وكان لقصي عقد اللواء والحجابة، وهي خدمة مكة والعناية بها، وله سقاية الحجيج ورفادته، وكانت مفاتيح باب مكة عنده، وسأل عامر: وما هو عام الفيل؟ فأجاب والده: عام الفيل هو حين دخل "يوسف ذو نواس" الذي اعتنق اليهودية واضطهد المسيحية فطلب من إمبراطور الروم من النجاشي غزو اليمن وإنقاذ المسيحيين واتخاذ اليمن طريقا لتجارته، وتمكن قائد الجيش من احتلال اليمن وبنى "أبرهة" كنيسة لصرف الجميع عن مكة، ولكنه لم ينجح، فسار بجيش كبير مع عدد كبير من الفيلة لهدم الكعبة، وحين سمع "عبد المطلب" زعيم قريش في الجاهلية وسادتها لم يكن بمقدور قريش مواجهة جيش أبرهة الضخم، وحين وصل أبرهة إلى المغمس، وهي قرب مكة، التجأ عبد المطلب إلى الله راجيا هزيمة أبرهة وعدم دخوله إلى مكة وهدم الكعبة، وبعد دعائه شاهد ألوفا من طيور أبابيل تهاجم فيل أبرهة وترميهم بحجارة من طين متحمر محروق حتى فرقت جموعهم وهزمتهم، مما أعطت حادثة الفيل قريش مكانة رفيعة من الاحترام بين العرب. ومن المعارف الموجودة عند قريش، فقد عرفوا الأنواء والقيافة والأنساب. ومن المعتقدات السائدة عند العرب قبل الإسلام، الوثنية التي كانت سائدة عند معظم العرب، ومن بين أصنامهم هبل ومناة والعزى، وفي اليمن عبدت الشمس والقمر. كما توجد في شبه الجزيرة قبل الإسلام عدة ديانات منها الصابئة، المسيحية، اليهودية والحنفية التي عرفت التوحيد لشريعة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وبذلك شكر الأبناء والديهما على معرفة أحوال شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام.
عنوان الكتاب
شوقي أبو خليل


أحب أن أعرف – تاريخ أمتي
التاريخ الإسلامي