مقطع استيقظت الشمس من نومها ذات صباح فرحة نشيطة، آملة أن تتمكن اليوم من تقديم خدماتها للأرض، وتتمنى أن ترى كل شيء أمامها أجمل وأفضل حالا مما كان عليه يوم أمس، وأن تزيل الحزن والأسى، لكن ما إن فتحت الشمس عينيها، حتى رأت أمامها كتلة هائلة من الغيوم الرمادية اللون، وقفت أمامها ومنعتها من رؤية الصغار والزهور والطيور وكل الناس؛ غضبت الشمس غضبا شديدا، ونادت الغيمة الكبيرة قائلة لها: أنت أيتها الغيمة، ماذا تفعلين هنا؟ ولكنها لم ترد عليها، وقالت لها: ابتعدي بسرعة، فأنا أريد أن أرى الناس والأطفال، لقد اشتقت لهم، وهم أيضا ينتظرونني. فنظرت إليها الغيمة، وقالت لها: إن الأطفال والأشجار قد شبعوا منك، وهم الآن بانتظاري. قالت الشمس: لولاي أنا، ما عرف الناس الليل من النهار، وما عرف أحد الصباح من المساء. ضحكت الغيمة وقالت: نعم، أنت مهمة جدا، فكل شيء على الأرض يحتاج إليك، ولكن ليس الآن، الآن هم بانتظاري أنا، انظري هناك. كانت الأرض قد جفّت تماما، والطيور تبحث عن قطرة ماء. قالت الغيمة: لا تحزنوا فأنا قادمة. كانت الشمس تنظر إلى الغيمة، التي بدأت تعصر جسدها الكبير؛ لتتحول إلى قطرات من الماء المتساقط على الأرض، ودخل الأطفال إلى بيوتهم فرحين، وهم يهتفون: مطر.. مطر.. مطر. ارتوت الأرض، وشربت الأشجار، وغرّدت العصافير، وما هي إلا فترة من الوقت، حتى صغرت الغيمة شيئا فشيئا، فتمكنت الشمس من ن تطل من جديد، وهي تنشر نورها في كل مكان؛ وهنا ابتسمت في سعادة وهي تقول لنفسها: الآن عرفت لماذا يحب الصغار الغيوم!
عنوان الكتاب
حصة العوضي
ياسين الليل


رمزي
قصص حصة العوضي للصغار
الشمس - قصص الأطفال
الأمطار