مقطع تحكي هذه القصة عن النحل منذ ولادتها إلى مماتها. والنحل من الحشرات الراقية التي تولد بيضة، وتفقس إلى يرقة، وتتحول إلى عذراء، ومنها تخرج حشرة كاملة، ولا تتعرض لأي تغير في حجمها، ولهذا السبب يمكننا تمييز عمر النحلة مع نظيرتها النحلة الأخرى، فالتي كانت تعمل طويلا تظهر تلك العلامة على سطح أجنحتها، فتكون أقدم من الأخرى، وتستخدم العدسات الدقيقة الموجودة في عينها لرؤية الأماكن الملونة من بعيد، وتستخدم الشعيرات والفجوات الشمعية لتمييز الروائح العطرية ليكون هذا المكان للنحل مصدرا للغذاء. والنحلة تحمل في حويصلاتها قدرا من الوقود السكري يكفي لطيرانها وقطع مسافات أكبر من مسافة الحشرة العادية. وتعتبر الزنابير عدوة النحل، وتجمع النحلة حبوب اللقاح من الزنابق البيضاء. النحل لا يميز اللون الأبيض ولا الأحمر والأسود، وعين النحلة ترى اللون فوق البنفسجي، وتأخذ النحلة الرحيق من قلب زهرة المريمرية، وتقوم النحلة بعملية التكاثر بنشر حبوب اللقاح عبر الزهور. الزنابرة حين تقبض على النحلة، ليس بهدف أكلها إنما امتصاص حويصلة العسل. والنحلة حين تعود إلى خليتها إنما تتبع الرائحة المميزة لخليتها، وهذا ما تقوم به الكشافات. عيون شغالات النحل وذكوره قادرة على الرؤية التي تتكيف مع مختلف درجات الضوء. الجدران الشمعية تخلط الرائحة المميزة لأجزاء الخلية، والساحات التي يجلبها من الخارج، والساحات تفرغ الشغالات ما اختزنته في حويصلتها من محصول فتهضمه حتى ينضج، وتفرزه في موعد الإفراز الزهري، وتفرغ المخزون السكري في العيون السداسية، أما حاملات الحبوب فتفرغ حمولتها في طرف أحد العيون، وتسقط محتوياتها في قاع العين، ومن ثم تغلق العيون بالعسل الشفاف ولا يفتح أبدا. وفي صفوف أخرى، هناك حبوب اللقاح ومضاف إليها العسل لصنع خبز النحل الذي تتغذى عليه يرقات الشغالة، فتحطم بعض العيون وتخرج منها نحلة جديدة، وبعد خروجها تذهب الشغالات للعيون وتقوم بتنظيفها، وتجلس فوق العين شغالات أخرى تحافظ على تدفئة العين لمجيء الملكة وتضع البيض، والكناسات تحمل الفضلات الناجمة إلى خارج الخلية، وهناك البناءات تحفر لمدى العيون، وتقوم كل نحلة بعملها من تلقاء نفسها فعند مولدها تقوم بعملها حتى تموت، وهي تعمل حتى يكتمل نمو إحدى الغدد فتقوم بعمل آخر هكذا حتى تموت، وهي تعمل بجمع المؤن طالما بقيت الملكة حية، وعند رقص راقصات النحل يدل ذلك على أن هنالك مصدرا فيه وفرة من الغذاء، وإذا عادت الشغالات وأفرغت ما جمعته من المصدر ورقصت الراقصات بشدة أثبتت أن المصدر الجديد وفير، وفرح الجميع ما في داخل الخلية إلى خارج الخلية، وجميع أنواع النحل البناءات والكناسات والحارسات والذكور وصغار النحل تغادر الخلية، لكنها تحوم حولها لكي تتعرف على موقع الخلية واتجاه الشمس، فتتجه بعدها إلى مصدر الغذاء الذي حددته الراقصات، فلم يبق أي نحلة في الخلية، فتقوم نحلات أخرى من خلايا بعيدة بالاستيلاء على الخلية المهجورة. وصغار النحل تتبع أخواتها من خلال رائحتهن، والنحل قادر على رؤية الشمس من خلال السحابة بفضل الأشعة فوق البنفسجية التي تلتقطها من الشمس، وحين ترجع نحلات الخلية الأصلية تقاتل النحل اللص الذي سكن وسرق مخزونهم، فيتغلب النحل الأصلي على النحل اللص فينظفون الخلية، وحين تشعر النحلة بالخوف من اقتراب جسم غريب تقوم بغرس زبانها في لحم الجسم ويتكون الزبان من السم. ملكة النحل تكون أطول من باقي النحل، وعمرها طويل فهي الأم لجميع من في الخلية من النحل، فمهمتها وضع البيض بالعيون. وتتناول الملكة الطعام من فم الشغالة، وتساعد الشغالة الملكة في الاعتناء بها وفي بويضاتها. الملكة لا تعرف الضوء ولا الهواء إلا أثناء تزاوجها، وعندما تمتلئ الخلية فتهاجر مع الشغالات، وفي بعض المرات تلوذ الملكة بالفرار عن الخلية فتقوم أعضاء الخلية بالبحث عن ملكة أخرى يخترنها من الكبسولات التي وضعتها الملكة القديمة، وفي الشتاء يذهب النحل لجمع العلك، فإذا زادت برودة الجو تركت حارسات العسل أمكنتها فيدخل الفأر ليأكل محتويات العسل دون أن تشعر به النحلات الأخريات، وحين تشعر بوجوده تنقض عليه بزبانها فتسمه، وتأخذ العلك وتلفه على جسم الفأر صانعة قبرا له من العلك، وتجعل قبره بالقرب من مدخل الخلية ليشهد كل من يتسول إلى الداخل مصيره.
عنوان الكتاب
صنع الله إبراهيم


خيال علمي
مكتبة الروايات العلمية
القصص العلمية
اكتساب المعلومات