مقطع تحكي هذه القصة أنّ هناك عناكب قاتلة، منها عنكبة الأرملة السوداء، وقد سميت بهذا الاسم لأن العنكبة تقتل العنكب فور التزاوج، يعني تقتل الزوجة زوجها، وتتميز بجسمها الأسود المرقط في أسفله بالأحمر، على الرغم من خطرها، فهي ليست من العناكب الكبار، فهي تعيش في المناطق الدافئة. وإن للعناكب أعداء مثلا: الطير يتغذى على العناكب، وكذلك الضفادع تميل إلى أكل العناكب، وكذلك العقارب، كما تصيد بعض الزنابير العناكب وتأكلها، وإن بعض العناكب تتغذى على الحشرات. إن العديد من الحيوانات ترفض أكل النمل لرداءة طعمه، فتقوم بعض العناكب بالتشبه بالنمل، وتسمى بالعناكب المقلدة للنمل، وإن لإناث العناكب مبيضين كإناث الإنسان، وكذلك قناة مبيض ورحم، ولرجال العناكب خصيتان كما لرجال الإنسان. وإن دنيا الناس رجال، ودنيا العناكب نساء، إذ إن ذكر العنكبوت يقوم فقط بتلقيح الأنثى، أما الأنثى فتقوم بكل شيء، وكثير من الذكور تلقى حتفها بعد الانتهاء من تلقيح الأنثى، وإن إناث العناكب تكره ذكورها ولا تحبها، وكذلك إناث العقارب، وفرس النهر، فتضع العنكبة بعد تلقيحها بيضها المخصب على طبقة حريرية من نسجها وتغطيها، والبعض يحمل بيضه في كيس مثبت بجسمها، فإن العنيكبات الصغيرة عندما تفقس ليس لها لون ولا شعر، لكن بعد يومين يكتمل، وترافق العنيكبات الصغار الأم فترة ثم تنفصل عنها، والآن سوف نتكلم عن العنكبوت التي حمت الرسول من أعدائه، وهي عنكبوت الغار الذي اختبأ فيه الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، فتقول هذه العنكبوت أنها رأت الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعدما سمعت صوتا أدركت أنه صوت ملاك من قبل الخالق، فسجدت سجود التحية، وقال هذا الصوت: سيهبط بعد قليل إلى الغار اثنان من أحب أحباء الله: هو محمد (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه في الدنيا والآخرة أبو بكر ( رضي الله عنه )، فطلب منها أن تبني بيتها على باب الغار، وكانت تبني البيت، ففوجئت بدخول الرسول ومعه أبو بكر، فدخلا وألقت التحية عليه، وبعدها بدأت تكمل بناء البيت، وعند الانتهاء منه فوجئت بقدوم الكفار، فقالوا إنه لو دخل أحد لم يكن نسيج العنكبوت موجودا على الباب، ثم ذهبوا، فقال أبو بكر لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لرآنا، فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم) إن الله معنا، وما أن قال الرسول هذه الكلمات حتى امتلأ المكان بالملائكة .
عنوان الكتاب
صبري الدمرداش
عادل البطراوي


موسوعة الحيوان الفصيح للناشئة
الحشرات
العنكبوت