مقطع تتناول القصة الحديث عن "نجلاء" وهي فتاةٌ صغيرةٌ بالعمر، تعيش معَ أمّها وأبيها وإخوتها الأربعة، وأفراد عائلتها كلهم يتميزون بالجرأة والإقدامِ، ويحبون المغامرات ما عدا نجلاء التي تخاف من أشياء كثيرةِ، وتفزع حين تتصور أن أحدا من أهلها معرض للخطر، وهي تحكي بالقصة جانباً من قصتها مع خوفِها المختلط بشعورها بالمسؤولية عمن حولها، وقد كانت الطفلة نجلاء كثيرة الخوف من الكوابيس؛ فتقوم من فراشها مفزوعةً وتسرع إلى غرفة والديها تخبره عن الكابوس، فيذهب معها، ويجعلها تطمئن، ويطلب منها أن تدعو الله أن يصرف عنها هذِهِ الكوابيس، وكانت نجلاء كثيرة الأحلام وتخاف من الكوابيس. ومع مرور الزمن تطورت نجلاء في تفكيرها، وسافرت مع أبيها وأختها إلى "ميت مهاود" لزيارة عمها أحمد، وفي منتصف الطريق وقد حل الظلام، وبينما أبوها يسير بسيارته بسرعة ثابتة، فجأة اعترضت طريهم حفرة بعرض الطريق فسقطت السيارة في الحفرة، تشجعت نجلاء وحاولت أن تفتح الباب الخلفي لإنقاذ أختها "بسمة" ولكن لم يفتح فقد كانت السيارة تغوص في الطين، ومن المستحيل فتح الباب، ومدت ذراعها لبسمة فتعلقت بها، فحملتها وخرجت، وكانت نجلاء تقول لأبيها بصوت مرعوب: أرجوك يا أبي، أخرج من بابي. وفعلاً تحرك أبوها من مكانه وخرج. تجمّع الناس على الطريق، وانشغل الأب بسحب السيارة، أما نجلاء فاقتربت من تجمع الناس، وسألتهم: هل يحمل أحدكم هاتفاً محمولاً؟ فقدم لها أحد الرجال هاتفاً، فاتصلت بعمها أحمد، وحكت له ما حدث وأعطت المحمول لصاحبه كي يصف له مكانهم بدقةٍ، ثم اتصلت بخالها أشرف في القاهرة، وفعلت الشي نفسه، ثم حملت أختها بسمة ووقفت تتابع تحركات أبيها خوفاً من أن يخاطر بحياته. منذ ذلك الوقت وعائلة نجلاء تتندر بمهارة وشجاعة نجلاء في المواقف الصعبة، ويضحكون ويتعجبون من مخاوفها قائلين: كيف تكونين بهذا العقل وهذه الحكمة ثم تخافين من البوم والديناصورات؟! لم تجد رداً على كلامهم إلا أنها تغلبت على مخاوفها، وقد توقفت منذ ذلك اليوم عن إيقاظ أبيها ليلاً بسبب مخاوفها من الكوابيس.
عنوان الكتاب
أماني العشماوي
سحر عبد الله


الخوف من الكوابيس
الخوف عند الأطفال