مقطع في ملاعب بابل الجرداء التي لا تشبه بقية الملاعب الخضراء، بدأ الفريقان الأصفر والأحمر باللعب. فهو اليوم الأخير من أيام التصفيات التي استمرت شهرين، فكل فريق يتسابق لنيل لقب الفوز على ملعب بابل. بابل تلك الكلمة التي تروي حكايات، وحضارة، وعلم ومعرفة. ففي هذا اليوم،كان الجميع بانتظار الفريق الذي سيحمل لقب الفوز على هذه الأرض الجرداء والتي انعكس عليها ألوان قوس قزح بعد هطول زخات من مياه الأمطار. هذه الأرض التي يعرفها أولادها كما يعرفون ذواتهم، بمبانيها، وشوارعها، وبيوتها التي لم تتغير. وظل اللاعبون ينتظرون الكرة البيضاء والسوداء أن تنزل على أرض الملعب، لكنها ظلت وكأنها ثابتة، بدأ الجميع يتحركون نحو الأعلى، وعلت الرؤوس نحو السماء. فجأة دوى صوت قوي كأنه صوت شيطان مارد. لم يعد لون الكرة بالأبيض والأسود ولكنها أصبحت حمراء اللون. وتحركت الكرة في سرعة لم يشهد لها مثيل في ملعب. وحينما استقرت الكرة انطلقت صرخات مدوية. جاءت القصة تخليداً لذكرى استشهاد الطفولة على ملاعب أرض بابل بتاريخ25 مارس 2016.
عنوان الكتاب
فاطمة أنور اللواتي
ندين عيسى


واقعي
الإرهاب
العراق