مقطع تحكي هذه القصة أن "رفاعة رافع الطهطاوي" ولد في مدينة طهطا سنة 1801 وفي سنة 1817 تلقى علومه بالأزهر الشريف في مصر ومكث فيها خمس سنوات. لقد كان رفاعة ذا نفس طموحة، محبا للعلم والبحث والاطلاع، ففي سنة 1826 ذهب إلى فرنسا من خلال بعثة أوفدها "محمد علي" وتم اختياره إماما لهذه البعثة. ومن عوامل تفوق رفاعة أنه درس دراسة دينية قوية وكان قوي الإيمان. ومن حبه لوطنه أراد أن ينهض بثقافة بلاده العربية والإسلامية من خلال ترجمة ما يدرسه من علوم وفنون وثقافة غربية إلى اللغة العربية، ولكنه بشر له قدرات محدودة، فأنشأ مدرسة الألسن وهي تعنى باللغات والترجمة، فنرى معظم الكتب التي ترجمها خريجو مدرسة الألسن هي الكتب التي قرأها الطهطاوي في باريس، والتي كان يتمنى أن يترجمها بنفسه، ولكن الوقت لم يسعفه لذلك. وعند عودته إلى مصر 1831 قابله إبراهيم باشا فرحب به ومنحه 36 فدانا من المزرعة الملكية وكانت أول مكافئة مادية نالها الطهطاوي على جهوده ومثابرته المثمرة. وبعدها تم تعيينه مترجما في جامعة الطب في القاهرة. وعندما توفي "سعيد باشا" تم اختيار الطهطاوي وكيلا ثم ناظرا للمدرسة الحربية. وفي سنة 1861 ألغيت المدرسة الحربية بعد خمس سنوات من إنشائها، وهكذا أمسى الطهطاوي بلا عمل قرابة السنتين. وكان الطهطاوي شاعرا، ولكن شعره لا يزهو إلى مرتبة الشعراء الممتازين، وأخيرا توفي الطهطاوي سنة 1873 بعد حياة عاملة هادفة.
عنوان الكتاب
فؤاد حمدو الدقس


أدباء ومفكرون " تاريخ أدباء العربية"
رفاعة رافع الطهطاوي