مقطع تحكي هذه القصة أنّ "المعتمد بن عباد" أمير إشبيلية كان شاعرا، وبينما كان جالسا على ضفة الوادي الكبير هزه منظر الماء فقال بيتا من الشعر ولم يستطع أن يكمله، فاستعان بوزيره "ابن عمار" الذي كان يرافقه وكان شاعرا مثله ولكنه لم يستطع أن يكمله، فكانت جارية تستمع لهما فأكملت البيت فأعجب بها المعتمد وتزوجها وكان اسمها "اعتماد الروميكية" وأصبحت سيدة القصر الأولى. ومع مرور الوقت تقلبت إشبيلية مع تقلب الأحوال السياسية، ولم تسلم أسرة بني عباد من هذه السياسة فقد كان "المعتضد بن عباد" والد المعتمد يلجأ إلى وزيره الداهية ابن عمار، ثم جاء ابنه المعتمد واستعان بالفرنجة وتحالف مع أمير أسباني يدعى "ألفونسو السادس" الذي كان يستعين بالمعتمد لتصفية منافسيه من الأمراء الإسبان مثلما يستعين به المعتمد لتصفية خصومه من الحكام العرب، فقضى ألفونسو على خصومه، وأصبح سيد الشمال، وفاقت قوته قوة المعتمد، طالب ألفونسو المعتمد أن يسلمه بعض القلاع، وفرض عليه الضرائب، فثارت كرامته العربية، وحين وفدت إليه رسل ألفونسو أساء استقبالها وقتل كبير الرسل دون أن يقدر عواقب فعلته، ثم أدرك أن ألفونسو سينتقم منه وسيصفي حكمه في إشبيلية فبات من تلك الليلة قلق النفس، فلما أرسل المعتمد ابن عمار إلى مرسية تحول ابن عمار عن سيده وخانه، فقام المعتمد بقتله، ومع مرور الوقت مر شبح ابن عمار في ذاكرة المعتمد وراح يستعرض نصائحه، فتذكر أنه قد نصحه بالاستعانة بالأفارقة من المسلمين إذا قويت شوكة الإسبان فحرر رسالة إلى ملك المرابطين في المغرب "يوسف بن تاشفين" يطلب فيها نجدته لغوث العرب والمسلمين في الأندلس فوافق عليها مقابل أن يتخلى المعتمد عن الجزيرة الخضراء بما فيها، فذهبوا لملاقاة الإسبان في 20 ألفا من العرب مقابل 50 ألفا من الإسبان وكان اللقاء في الزلاقة وانتهت المعركة بفوز العرب، فقرر ابن تاشفين توحيد الأندلس تحت حكمه، ولم يقبل المعتمد أن يتنازل عن الحكم فنشب قتال بين الطرفين، وأخرج ابن تاشفين المعتمد ونفي إلى المغرب وعاش حياة الفقر ومات سنة 488هـ .
عنوان الكتاب
فالح فلوح


بطولات عربية
البلاغة
الخيانة