مقطع في الربيع تبني العصافير أعشاشها على الشجرة، والأوراق تكثر وتتفتح بين الأغصان وفروع الشجرة، والعصافير تطير وتتعلم مع أولادها، وتعود في المساء لتحكي لأوراق الشجر ما رأته في الدنيا أثناء طيرانها، فتكونت علاقة عميقة بين العصافير وورق الشجر. وذات يوم كانت هناك عصفورة حزينة تكلم صديقتها الورقة الحزينة التي كانت تتألم، وما هي إلا لحظات حتى سقطت الورقة، فحاول العصفور إنقاذها ولكن دون جدوى. ذهب العصفور يسأل أباه عن سبب سقوط الأوراق، فأجابه بأن الأوراق تسقط بالخريف وهذا حال الحياة. وذهب العصفور كذلك إلى الضفدع يسأله، فأجابه بإجابة والده. وذهب يسأل الحصان فأجابه بأن هناك ثلاثة فصول في السنة؛ الربيع والخريف والصيف، ولما قابل العصفور الغزال قال الغزال إن الفصول أربعة؛ ربيع وصيف وشتاء وخريف، وهو فصل تساقط أوراق الشجر. ولما ذهب العصفور إلى الديك الرومي رَقَّ قلبه، ونصح العصفور بالبحث عن كتب لإيجاد جواب على تساؤله بخصوص سبب سقوط الأوراق، ونصحه الطاووس بسؤال الحكماء لعلَّهم يفيدونه، فقابل الحكيم القرد العجوز الذي قال له: انتظر الربيع؛ فإن الربيع قادم، وستولد أوراق كثيرة، وتنبت ابنة ورقتك الحبيبة، وستحكي لها كما كنت تفعل. وسقطت دمعة من العصفور لسقوط آخر ورقة، وانتظر العصفور الربيع ليصادق ابنة ورقته.
عنوان الكتاب
عدلي رزق الله


حكايات عدلي رزق الله