مقطع تتحدث القصة عن (خبيب بن عدي) أحد الأنصار الذين آمنوا بالله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وكان مؤمنا شجاعا، أظهر شجاعته في غزوة أحد حين قتل الكثير من المشركين، مما جعل قلوبهم تحمل حقدا كبيرا عليه؛ فأرادوا الانتقام منه. وفي يوم من الأيام جاءت قبيلة (هذيل) إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- تطلب منه الدخول في الإسلام، وأرادوا أن يرسل الرسول معهم بعضا من المسلمين الذين يعلمونهم أصول الدين؛ فأرسل الرسول الكريم عددا من الصحابة، بينهم خبيب بن عدي، وفي الطريق هاجم المشركون المسلمين، وغدر أفراد من قبيلة هذيل بالمسلمين؛ فاستشهد أغلبهم، وبقي ثلاثة منهم وقعوا في الأسر. وأثناء وجود خبيب في السجن كان يصلي، ويقرأ القرآن، ويدعو ربه، وكان الله يرزقه بالثمرات، والمشركون يتعجبون من الأمر، ولما حان موعد قتله أخرجوه من السجن؛ فطلب خبيب منهم أن يصلي ركعتين قبل أن يموت، وبعد ذلك قيدوه وصلبوه على ألواح الخشب، وسألوه إن كان يحب أن يكون محمداً - صلى الله عليه وسلم - مكانه لكنه رفض. وتقدم رجل من المشركين، وطعن خبيبا عدة طعنات حتى توفي، وهو يردد: لا إله إلا الله محمد رسول الله. وبعدما علم المسلمون بأمر خبيب أرسلوا رجلا من المسلمين ليأخذ جثمان خبيب، وعندما فك الرجل جثة خبيب سقطت على الأرض، واختفت الجثة ولم يستطع أحد العثور عليها ؛فقد ابتلعت الأرض جثة خبيب إلى الأبد وأطلق المسلمون على خبيب لقب (بليع الأرض).
عنوان الكتاب
سمير حلبي

مواقف إسلامية
خبيب بن عدي
المسلمون - تراجم
الصحابة - تراجم