مقطع الهواء يحيط بنا من كل مكان، مثل السمكة التي تعيش بالماء يحيط بها من كل مكان. لا أحد يستطيع العيش بدون هواء حتى الحيوانات. الهواء موجود ولكن لا نراه؛ والدليل على ذلك؛ قم بالنفخ في أنبوب مملوء بالماء، ستلاحظ فقاقيع الهواء ترتفع بالماء. وقد قام عالم الكيمياء "جوزيف ببريسلي" بأول تجربة لدراسة الهواء، ومن التجارب التي قام بها: وضع شمعة مشتعلة داخل إناء زجاجي وقام بإغلاقه بإحكام، وسرعان ما انطفأت الشمعة، ثم قام بوضع فأر داخل الإناء، فلم يمض وقت طويل حتى مات الفأر أيضا! ثم قام بوضع فأر ونبات أخضر معا في الإناء، ولكن الفأر لم يمت! فاكتشف أن الشمعة والفأر يحتاجان الهواء للعيش، لكنه لم يعرف لماذا! لكننا نعرف اليوم أن الشمعة والفأر يحتاجان إلى الأكسجين للعيش، والنبات الأخضر يقوم بأخذ ثاني أكسيد الكربون وإخراج الأكسجين ليقوم بعملية التمثيل الضوئي. ولولا وجود النباتات لانعدمت الحياة على الأرض. ٩٩٪؜ من الهواء يتكون من الأكسجين والنيتروجين وأما الباقي عبارة عن غاز الأرجوان، وثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء والهيليوم والأوزون. كما أن الهواء له وزن ويمكن قياسه، عن طريق قياس طول وعرض الغرفة بالارتفاع. ولكن الهواء يختلف وزنه باختلاف الأحوال المناخية. وكل شيء له وزن يتأثر بالجاذبية، ولو حسبنا الهواء المحيط بالأرض لحصلنا على قيمة كبيرة ويسمى ذلك بضغط الهواء. نحن لا نشعر بضغط الهواء على أجسامنا؛ وذلك لأن أجسامنا نفسها تحتوي على هواء من الداخل، ولذلك يتوازن ضغط الهواء داخل أجسامنا وخارجها. يتأثر المناخ بتغير ضغط الهواء؛ فعند ارتفاعه تعتدل الحالة المناخية، وعندما ينخفض فإن المناخ يكون غير مستقر. عندما يسخن الهواء فإنه يتمدد وتنخفض كثافته ويرتفع إلى أعلى. يحتوي الهواء على بخار ماء، وهو يأتي من النباتات أثناء قيامها بعملية التمثيل الضوئي، كما أن المسطحات المائية؛ كالبحار والمحيطات والأنهار يتبخر منها بعض الماء. إن الماء الموجود بالهواء في صورة بخار، هو الذي يكون لنا السحب ويتسبب في تساقط الأمطار عند تكثفه. لو قمت بالمشي عكس اتجاه الرياح، فستجد صعوبة تلحق بك الضرر إن أبطأت من حركتك، ولو قمت بالجري ستجد صعوبة أكثر، بل قد تتراجع للخلف. ولكي ينفذ الجسم يجب أن يدفع الهواء على الجانبين. ولكي تدور الطواحين التي تولد الكهرباء، هناك ثلاثة أشياء تشترك في تحريكها: أولها حركة الرياح أو الهواء. تنشأ الرياح بسبب التغيرات المتلاحقة بضغط الهواء وقد تكون خفيفة لطيفة أو سريعة بسبب حدوث تفاوت كبير في الضغط. ومن الجدير بالذكر أن هناك ظاهرة تسمى "بالتورنادو " والتي تحدث بقارة أمريكا، وهي عبارة عن رياح عنيفة سريعة جدا وتأخذ شكلا مخروطيا دوارا، ينخفض الضغط بداخله؛ مما يجعله يجذب أي شيء يقع في طريقه. والهواء ليس فقط للتنفس، فالهواء المضغوط نستفيد منه في تحريك الغواصات لتغوص في أعماق البحار أو العودة إلى السطح مرة أخرى. والهواء أيضا يرفع الطائرة إلى أعلى، ويكون ضغط الهواء فوق الجناح أقل من ضغط الهواء أسفل الجناح. وأيضا يعتبر الهواء وسيلة نقل؛ فهو ينقل الضوء والحرارة والصوت والرائحة. والسبب الرئيس في وجود الحياة على كوكب الأرض هو الغلاف الجوي الكثيف الذي يحيط به، فلولاه لانعدمت الحياة على الأرض. ويتكون الغلاف الجوي من طبقتين: (تروبوسفير وسترتو سفير). وطبقة الأوزون التي تحيط بالغلاف الجوي، هي الوحيدة التي لها رائحة وتحمي الأرض من أشعة الشمس الفوق بنفسجية. وتتميز طبقة " الأيونوسفير" بهواء رقيق وجزيئات لها شحنة كهربائية ترتطم بها موجات الراديو وترجع مره أخرى للأرض.
عنوان الكتاب
أيمن أبو الروس


الهواء