مقطع تحكي هذه القصة أنّ هناك أميرة مملكة حملت الفانوس بيدها اليسرى والعصا بيدها اليمنى، وأقسمت بأن تقتل كل المنافقين في مملكتها بعد أن وصلتها أخبار تفيد بأن المنافقين يعيقون التطور في البلاد، والواجب على الأميرة أن تعتقلهم من مملكتها، وانطلقت تبحث عنهم إلا أنهم حذروا بعضهم البعض، حتى إن الأميرة لم تجد منافقا واحدا لتقبض عليه، فالشوارع والساحات التي كانت بالأمس تعج بهم أصبحت اليوم خالية. كانت الأميرة تسمع أصواتا بشرية تخاطبها باحترام وتتمنى لها التوفيق في مهمتها، فخاطبت الأميرة نفسها قائلة: إن النفاق لا يدرس في المدارس، ولا ينقل مع حليب الأمهات، وإن داء النفاق لا يمكن أن يصل لسكان مملكتنا الطيبين. واعتبرت أن أي حديث عن وجود المنافقين إنما هو محض افتراء، وعزمت بأن لا تصدق أي خبر عن هذا الموضوع. وما إن انطفأ الفانوس وسقطت العصا حتى سرق أقرب المنافقين العصا من الأميرة، وبدأت أصوات تتعالى تطالب بقطع اليد التي كانت تهددهم وتحمل العصا، والبعض يطالب بسجن الأميرة، وطرف ثالث يطالب بإعدامها لأنها كانت تشكل خطرا حقيقيا على جيش المنافقين، فكان ذلك درسا لكل من حمل على النفاق وأهله وهو أعمى العينين.
عنوان الكتاب
صلاح إبراهيم


النفاق - قصص الأطفال