مقطع تتحدث القصة عن ببغاء تفاخر بنفسه يوماً بأنه يستطيع أن يتكلم كما يتكلم الإنسان تماما، ووعد الطيور بأنها لن تسمع منه كلمة واحدة بلغة الطيور بعد الآن؛ فهي لغة لا تطاق. سمعت العصافير تصريح الببغاء؛ فوصفته بالذكاء كونه يتحدث بلغة الإنسان، ويكره لغة الطيور. وكان الغراب العجوز يستمع إلى ما يدور بين العصافير؛ فسأل مستفسرا: أتقولون إن الببغاء يتكلم مثل البشر؟ ليس هذا أمراً سيئاً بل العكس؛ فمن الجميل والممتع أن يتعلم كل منا لغة جديدة بالإضافة إلى لغته الأم، ولكن هذا لا يعني أن الببغاء أذكى من الجميع، إني أعرف بعض الكلمات التي يستخدمها البشر ومع هذا لا أدّعي أني أذكى من الجميع ولا أتخلى عن لغتي، تلك حماقة. قالت العصافير: تحدث إليه بلغة بني الإنسان ما دمت تحسن بعضها، ونحن على يقين من أنه لن يتكلم معك بلغة الطيور وهكذا تتأكد من الأمر بنفسك. ثم ذهب الغراب إلى الببغاء وقال له بلهجة لا تقل وضوحا من لهجة الإنسان: كيف حالك أيها الزميل؟ إني أنا الغراب. أجاب الببغاء باعتزاز: إني أحمق.. إني أحمق. زقزقت العصافير بانفعال شديد: هل سمعت أيها الغراب؟ هل تصدقه الآن؟ قال الغراب في هدوء: نعم سمعته جيدا، وإني أوافقه فيما قال. إنه أحمق وقد أكد ذلك بنفسه، وقال لهم احفظوا هذه الحكمة عني: لا يقتل المغرور مثل الغرور .. في الناس كان الداء أم في الطيور.
عنوان الكتاب
سرغي ميخالكوف
مريم محسن


قصص الحيوان
قصص يحبها الجميع