| مقطع |
تتحدث القصة عن الفيلسوف (جان بول سارتر) الذي يعد من أشهر فلاسفة القرن العشرين، والذي عالج نظرياته بأسلوب سهل ومبسط، وكان يعلن عن آرائه و توجيهاته من خلال مقالاته الصحفية التي كان ينشرها في المجلة التي كان يشرف عليها واسمها (العصور الحديثة)، أو من خلال قصصه القصيرة والطويلة و مسرحياته الحديثة، وهو يعد من أنجح كُتاب القصة في القرن العشرين، وهو ليس كما يظن غالبية الناس بأنه منشئ مذهب (الوجودية)؛ ولكنه هو الذي بلور المذهب (الوجودي المعاصر)، الذي أساء فهمه الكثيرون، وحسبوه تحرراً من كل القيم الأخلاقية وهذا مفهوم خاطئ لأن لو كان (سارتر) دعا لمثل هذه الدعوة لما أصبح مركزه العظيم كرائد من رواد الفكر ومن الداعين إلى الإصلاح الاجتماعي. ولد (جان بول سارتر) في أسرة متوسطة الحال، كانت تقيم في أحد الأحياء الشعبية في مدينة باريس و ذلك في سنة 1905م، وتوفي أبوه حين كان (جان) في الثانية من عمره، أما أمه فكانت سيدة فاضلة تتمتع بقدر موفور من الجمال، وكانت تنحدر من أسرة لها مركزها المرموق في المجتمع الباريسي، فقد كان يرجع الفضل في تعهده إلى أمه التي ذهبت لكي تعيش في منزل والدها بعد وفاة زوجها؛ فكان جد (جان) على جانب كبير من الثقافة؛ فأحاط (جان) بالحب والحنان، وهو ابن عم الفيلسوف الألماني (ألبرت شويتزر) الذي كان يتردد كثيراً على منزل الجد، وأعجب بذكاء الطفل (جان) فكان يقضي وقتاً طويلاً في التحدث مع الصبي الصغير، ويناقشه كما يناقش رجلاً ناضجاً فتأثر (جان) بهذا الفيلسوف تأثراً كبيراً، واتخذه مثلاً أعلى؛ فأحس بالعطف الشديد على الطبقات الكادحة، وكره مظاهر الدنيا الزائفة الزائلة، وعشق الصراحة، واحتقر النفاق. وكل هذه الملامح والمؤثرات ظهرت بوضوح في جميع مؤلفات (جان بول سارتر) التي أفصحت عن آرائه ونظرياته الفلسفية. وحين بلغ الحادية عشر من عمره تزوجت أمه من رجل أحسن معاملته وشجعه على أن يواصل دراسته حتى ينتهي من المرحلة الجامعية كما أن (سارتر) تأثر أيضا بفيلسوف آخر هو (ادموند هاسرل) الذي استلهم سارتر نظرياته في الوجودية منه.
تطرقت بعدها القصة للحديث عن ماهية الوجودية، وكيف أثرت الحرب العالمية الثانية على الفلسفة الوجودية الفرنسية، ووجهة نظر الوجودية فيما يتعلق بالعقل، ودوره في حياة الإنسان، وأن الوجودية تقول إن الإنسان يحب أن ينظر إليه ككل لا يتجزأ، والكثير من المعلومات التي شرحها (سارتر) في كتابه (عصر العقل). |