مقطع حمد ولد لديه عائلة جميلة، وهو يحب والديه، وفي إحدى ليالي رمضان كان حمد ينتظر ليلة القرقيعان بلهفة، وكان قد اشترى مع والدته الحلويات والسكاكر ليوزعها على الأطفال. وعندما أتى الأطفال ينشدون أنشودة القرقيعان ركض حمد مسرعا نحو الباب، وفتحه لهم، وطلب منهم الدخول، وأخبرهم بوجود حلوى القرقيعان؛ فدخل الأطفال، وبدأت أصواتهم تخفت شيئا فشيئا، ولكن والد حمد شجعهم على معاودة الإنشاد؛ فتشجع طفل وأنشد، وتبعه البقية. قام الوالدان بتوزيع الحلويات، وأثناء ذلك كان حمد ينظر إليهم بشغف، وكان معجباً بحركاتهم. وبعد الانتهاء ذهب حمد ووالدته مع الأطفال ليجمعوا السكاكر والحلوى، ويستمتعوا بهذه الليلة الجميلة، وهو في غاية البهجة والسرور. وبعد ذلك أقنعته والدته بالرجوع الى المنزل لينام حمد في فراشه ممسكاً بكيس من أكياس الحلوى. وفي اليوم التالي أخذ حمد يأكل السكاكر التي جمعها من القرقيعان قبل أن يفطر، وقد وعد والدته أن لا يأكل الحلوى قبل أن تأتي له بالفطور ويفطر ليصبح قوياً، ويكبر. خالف حمد وعده لأمه، فوبخته على فعلته، وذهب الى غرفته، وحين نظر إلى الشباك رأى دراجته في فناء المنزل، فذهب إليها ليلعب بها، فرأى حمد سرباً من النمل؛ فأخذ يلعب بها ويراقبها حتى وجدته والدته يلعب تحت الشمس الحارقة، فوبخته على ذلك. وبعد أن أغتسل حمد أحضرت له والدته وجبة الغداء، فشعر بألم في معدته، ولم يستطع أكل الطعام، وأخذ يتقيأ؛ فأخذته والدته الى الطبيب الذي قال إن سبب مرض حمد هو أكله الحلويات صباحا ولعبه في الشمس، وعليه أن يحصل على العلاج والراحة. وفي المساء لم يستطع حمد الذهاب مع أقرانه في ثاني ليلة من ليالي القرقيعان وحزن لذلك كثيرا؛ فلو أنه أطاع والدته ولم يأكل الحلوى قبل الإفطار، ولم يلعب تحت الشمس الحارقة لما مرض وفاته الاستمتاع بجمع الحلوى مع أقرانه.
عنوان الكتاب
أمل الغانم
فاطمة السنان


دولة الكويت - قصص الأطفال
القرقيعان