مقطع تتحدث القصة عن الماء، وتبيّن أن لا حياة بغير ماء؛ فكل الكائنات الحية على هذه الأرض تحتاج إلى الماء، وهو يؤلف نحو ثلثي جسم الإنسان، والماء يخرج من الجسم إما سائلا مع الفضلات والعرق أو بخارا مع هواء التنفس وعليه أن يعوضها. وتذكر أن الماء يتركب من الهيدروجين والأكسجين، وهو مصدر غذاء وطريق مواصلات، وفيه نلهو ونسبح، وتبيّن أن للماء دورة لا تتوقف؛ فهو يتصاعد من اليابسة والبحر بخارا، ثم يعود ويتساقط أمطارا، ومن الماء تتشكل الأنهار والينابيع وأنابيب المياه، وذلك عند سقوط الأمطار فوق الجبال لتنحدر في الجداول. وقد عرف الإنسان منذ القدم أهمية الماء فبنى منازله قربه، مثل مدينة بابل على نهر الفرات، ومدينة الأقصر على ضفاف نهر النيل، ولما أراد الإنسان أن ينقل الماء من مكان إلى آخر استعمل في البداية جذوع الأشجار المجوفة، أما الآن فتمتد شبكات من الأنابيب تنقل المياه إلى المنازل. وتختلف وفرة الماء حسب سقوط الأمطار، وتراود الإنسان فكرة الاستفادة من المياه العذبة المتجمدة في القارة الجنوبية وإذابتها للحصول على الماء. ومن ثم تتحدث القصة عن أثر قدرة الماء الهائلة، فنلاحظها بجرف الصخور وتآكلها، وتشكل أنهار جوفية تحدث أنفاقا وكهوفا، لذلك انتفع الإنسان بقدرة الماء فهو يدير دولابا ضخما لطحن الحبوب، وأيضا يستخدم في محطات إنتاج الطاقة الكهربائية. وتذكر القصة أن المحيطات والبحار في تغير دائم وبطيء، ولا يمكن ملاحظته، ولكن بالاستدلال وجد الجيولوجيون فوق قمم الجبال ملايين الأحافير للمحار وأعشاب البحر، مما يؤكد أن القمم كانت ذات يوم مغمورة بالمياه. وتتناول القصة فوائد البحار؛ فتذكر أنها تزودنا بحاجات كثيرة، منها الملح والرمل والذهب والنفط، وكما لها فوائدها لها كذلك مخاطر؛ فيكون الماء خطرا عندما يفيض النهر، ويهلك الحرث والنسل، وتنتشر الأمراض في المياه الملوثة.
عنوان الكتاب
ألبير مطلق


كتب الفراشة
الماء