مقطع يتحدث الكتاب عن إحدى العبقريات وهي (مدام ماري سكولودفسكا كوري) زوجة العالم العبقري (بيار كوري). التي كانت مثالاً للزوجة العبقرية المخلصة والعاطفية، فقد كانت في حياتها الزوجية على الرغم من انهماكها في البحوث لا تنسى عاطفتها القلبية تجاه زوجها، ولم تهمل أنوثتها حيث منحت زوجها أجمل ألوان الحب، وكذلك حققت (ماري) عبقرية الأم، فهي أم مثالية لم تهمل رعاية بناتها الثلاث، وأحسنت تربيتهن وأخيهن الأكبر (جوزيف)، وعبقريتها الرابعة هي عبقرية وفائها لزوجها بعد وفاته في حادث طريق حيث إنها كادت تفقد بصرها من كثرة بكائها عليه. ولدت ماري سنة 1867م في بولندا، وكان أبوها مدرس فيزياء، وهي أصغر أخواتها، كانت تحب الاستماع إلى الموسيقا منذ صغرها، وتهوى الرقص، وكانت تبدو فتاة ناضجة، ويرجع الفضل إلى إنماء عبقريتها بلا شك لأبيها والجو الهادئ المتوفر بين والديها، حصلت على الدكتوراه في الكيمياء عام 1903م من جامعة السوربون، وهي في الخامسة والعشرين من عمرها، حين التقت بزوجها عندما كان مديراً لمعامل ومختبرات الجامعة. كانت (ماري) تراسل العالم (رونتجن) مكتشف أشعة إكس، وقد تضمنت رسالتها في الدكتوراه نتائج علمية توصلت لها (ماري) من جراء مراسلتها له، وتعد بحوث (رونتجن) و(هنري بيكيريل) هي الأساس الذي انطلقت منه بحوث ماري وزوجها، والتي انتهت بهم إلى الحصول على جائزة نوبل بعد 4 أعوام من الجهود المتواصلة، وقد خصصت جامعة السوربون مختبرها في كلية العلوم للزوجين ليقوما بعمل التجارب اللازمة؛ حيث اكتشفت (ماري) أن اليورانيوم هو عنصر مشع بطبيعته، وعرفت بعد ذلك الراديوم الذي كان يشع من نفايات وجدوها ملقاة على الطريق صدفة، وهو ذلك العنصر الذي له إشعاع قوي نافذ استخدم في العلاج من السرطان؛ فقد أسست (ماري) قبيل وفاتها معهداً لعلاج السرطان بأشعة الراديوم، ومازال موجوداً. توفيت ماري في العام 1934م بعدما استسلمت للمرض، وفقدت قوة الأبصار، وقد كانت ومازالت الوحيدة التي حصلت على جائزة نوبل للعلوم مرتين.
عنوان الكتاب
محمد كامل حسن المحامي


عباقرة خالدون
مدام ماري سكولودفسكا كوري
الطاقة
اليورانيوم
المرأة - تراجم
المرأة في التاريخ
مدام كوري