مقطع تذكر القصة أن سيدنا سليمان -عليه السلام- كان كثير الرجوع إلى الله قبل العمل، وفي أثنائه، وبعده؛ ففي يوم من الأيام أخذ سليمان يستعرض خيله التي تتصف بالقوة والمهارة ،واستمر في العرض، وكان سعيدا بخيله التي شغلته بجمالها وحسنها عن ذكر ربه، حتى توارت الشمس، وأحس بتقصير بحق من أنعم عليه هذه النعم، وإنه لا يحبها لأجل الدنيا، ولكن لأن الله أمر بإعداد القوة لتقوية الدين، وإن الله علمه منطق الطير والحيوان، وقيل إنه ذات يوم ذهب هو وجنوده إلى واد لملاقاة الأعداء (وادي النمل) فعندما رأت النملة موكب سليمان، حذرت أخوتها حتى لا يحطمهم سليمان وجنوده، فسمع -عليه السلام- حديثها وتبسم بينما كان يتفقد رعيته بين الحين والآخر. وذات يوم تفقد الطير، وقال: ما لي لا أرى الهدهد؟ وما هي إلا دقائق فإذا بالهدهد يرفرف في الفضاء وقرب من سليمان وذكر له ما سمعه في اليمن، وأنه رأى قوما يعبدون الشمس من دون الله، وتحكمهم امرأة تسمى "بلقيس" فكتب لها رسالة يدعوها إلى الإيمان بالله مع قومها، ولما قرأت الرسالة خافت من تهديد سليمان، وإعلان الحرب عليها وعلى قومها، فأرسلت إليه هدية، فغضب وردها مع من جاء بها، فأتته طائعة مسلمة. ومات عليه السلام وهو متكئ على عصاته، ومكث على ذلك ولم يعلم أحد بموته حتى بعث الله دابة أكلت العصا ليسقط وتعلم الجن أنه ميت.
عنوان الكتاب
محمد إبراهيم سليم


قصص الأنبياء للأطفال
لا يوجد بيانات