مقطع تذكر القصة أن فتاة ساعدت رجلا ضريرا في عبور الشارع، وقد كان في يدها عصفورها الذي طار منها، ورجعت للبيت حزينة، نادمة على مساعدتها للرجل وهرب العصفور، ولما سألتها جدتها عن سبب حزنها ذكرت لها ذلك، فقصت لها الجدة قصة القرية المهجورة، فذكرت أن أهل تلك القرية كانوا قساة القلوب يكرهون عمل الخير، وكانت القرية مليئة بالأشجار والخيرات. وذات يوم دخلت القرية عجوز تتكئ على عصا، فأقبلت على فتاة تطلب منها جرعة ماء، فردت عليها الفتاة بكل وقاحة، ومنعتها من الجلوس، ولم تعطها ماء. ومن ثم مرت على فتى يجمع التفاح من الشجرة، فطلبت منه تفاحة، فرفض، وطلبت منه لبناً، فأنكر وجود اللبن. ظلت العجوز تسير حتى وصلت إلى كوخ صغير، ورأت فتاة أمام باب الكوخ تبكي وسألتها عن سبب بكائها فأخبرتها أن أمها مريضة، وليس عندها عشاء طيب لها، فهم لا يملكون سوى اللبن والخبز الجاف. واعتذرت الفتاة من العجوز؛ لأنها لم تستقبلها جيدا، وأصرت الفتاة أن تبقى، وتتناول الطعام مع أمها، ودخلت الكوخ، وقدمت الفتاة الطعام، وقامت أمها المريضة من السرير، وتشاركوا الطعام، وأكل الجميع حتى شبعوا، ودهشت الفتاة، وقالت الأم إنك مبروكة فقد شفاني الله، وأكلت بهذه الشهية، وبقي الطعام كأنه لم تلمسه يد. فردت العجوز الشيء الذي يبدأ بالخير ينتهي بالخير، فشكرت الفتاة وأمها العجوز الطيبة التي دعت لهم وانصرفت، ودعت على أصحاب القرية الذين لم يطعموها ولم يشربوها، ولما صحا أهل القرية وإذا بالمياه داخل بيوتهم، ففروا هاربين يريدون النجاة، وأصبحت القرية مهجورة وظل كوخ الفتاة وأمها سالما. ولما انتهت القصة أيقنت جهيان أن على الإنسان أن لا يندم على فعل الخير.
عنوان الكتاب
محسن محمد محسن


كان يا ما كان
لا يوجد بيانات