مقطع تتحدث القصة عن ولد كسول، لا يقوم بأي عمل ينتفع به، بل كان يحلم أن يصبح بحاراً وتاجراً غنياً، اسمه "عمار" على عكس والده الذي كان يكافح ويجتهد في صناعة الفخار لكسب لقمة العيش، وبسبب إهمال عمار وبخه والده؛ لأنه لم ينجح في المدرسة، وأدى ذلك إلى طرده منها، فأمره والده أن يساعده في صناعة الفخار، فتظاهر عمار بالمرض، وخرج الأب مسرعاً لإحضار الطبيب لابنه، وعندما فحص الطبيب عمارا اكتشف كذبه، ونصحه بالعمل، وعدم هدر الوقت بالأحلام والأماني. وذات يوم لفت نظر عمار سفينة ترسو على الشاطئ، وتستعد للإقلاع فهرب متخفياً إليها، واختبأ في ركن من أركانها، فتحركت السفينة، ومضى بعض الوقت، وفجأة هبت عاصفة شديدة أدت إلى تحطم السفينة وغرقها، فغرق بعض البحارة ونجا بعضهم، ومن بينهم عمار الذي أنقذه البحارة بدفعه ليمسك بالأخشاب الطافية، وهكذا ظلوا متمسكين بالأخشاب حتى وصلوا إلى اليابسة، وهناك سمعوا صوتاً أفزعهم فإذا بحراس يحيطون بهم، فساقوهم إلى السلطان "جهمار" حاكم جزيرة الأسرار التي هم بها، فاصطفوا أمامه، وطلب منهم أن يعرف كل منهم عن عمله وخبرته، فتقدم البحارة واحداً تلو الآخر يشرحون طبيعة عملهم، حتى جاء دور عمار فوقف يرتجف لا يدري ما يقول؛ لأنه لا يجيد أي صنعة، فقال للسلطان إنه مازال يتعلم، فحذره السلطان من العقاب إذا كان يكذب، فأجابه عمار بأنه ترك الدراسة وعلى استعداد لتعلم أي شي. غضب السلطان، وأخبره عن سبب انتصاره على البربر المتوحشين الذين كانوا يغزونهم، وهو تقدمه مع قومه بالصناعات والعلوم، وأمر حراسه أن يلقوه خارج أسوار الجزيرة عند البربر ليأكلوه حياً عقاباً له، فخاف عمار وتوسل السلطان ليمهله يومين ليصنع فيهما الفخار، فسأله السلطان عن الفخار؛ لأنه لم يكن يعرفه، فأجابه عمار بأنه نوع خاص من الطين تصنع منه الأواني والجرار. فرح السلطان، وكذلك عمار الذي وعدهم بتقديم الفخار بعد أسبوع، وأمر السلطان الحراس بمعاونة عمار وتوفير الأدوات والمواد التي يطلبها، وأن يتركوه يتجول في الجزيرة بحرية. مر يوم تلو الآخر، ويأس عمار يزداد؛ لأنه لم يحاول أن يتعلم في يوم من الأيام من والده صناعة الفخار، فاكتمل الأسبوع، وكان الموعد المحدد في المساء، ففكر طويلا إلى أن خطر له الهرب من الجزيرة بالقارب الوحيد الذي يرسو على الشاطئ بكل الجزيرة، فاحتال على الحراس الذين يراقبونه، وأخبرهم أنه يريد أن يركب بالقارب ليحضر بعض الخامات من قاع البحر، ويختبرها بنفسه، وبالفعل سمح له الحراس بذلك فابتعد عمار عن الجزيرة، وصرخ بصوت عالٍ متحديا الحراس بأن يبلغوا سلامه للسلطان، ويخبروه أن البحار عمار لم يخلق لصناعة الفخار. وفجأة تحركت الصخرتان اللتان تسدان مدخل الجزيرة بسرعة لكي تمنعا عمار من المرور فقبض الحراس على عمار، واتجهوا به إلى السلطان الذي أمر الحراس بإخراجه من الجزيرة ليقابل البربر المتوحشين، فصرخ عمار بشدة وهو خائف، ثم سمع فجأة صوتاً حنوناً يناديه، فلما فتح عينيه وجد والده، فأحس بالراحة وأدرك أنه حلم مزعج. فحمد الله على نجاته، ونهض من فراشه بنشاط، وقرر الذهاب مع أبيه إلى مصنع الفخار، ليساعده ويتعلم منه، ففرح الأب بتغير حال ابنه عمار، وهو مندهش لهذا التغير المفاجئ.
عنوان الكتاب
محسن محمد محسن


كان يا ما كان
لا يوجد بيانات