مقطع تذكر القصة أن سلطانا يحكم أحد الأوطان، وله بنت واحدة، جميلة، وتلقب بـ "أميرة الجميلات" واسمها "جلنار"، وكان أبوها محبوبا عند أفراد شعبه، وهذه الفتاة محل كراهية عند هذا الشعب لتكبرها، وكان السلطان ينصح ابنته بأن تتواضع، حتى يحبها الجميع، لكنها لم تسمع نصيحة أبيها أبداً. وفي يوم من الأيام خرجت الأميرة جلنار إلى الحديقة فرأت عصفورة جميلة، وكانت جلنار تحمل معها بندقية صيد كبيرة، فصوبت نحو العصورة وأصابتها، وقالت العصفورة: حرام عليك أن تؤذيني أيتها الأميرة الجميلة، فأنا لم ولن أؤذيك، وغضبت العصفورة وقالت: عقابك أن يتساقط شعرك كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الشتاء. ولما جاء فصل الشتاء استيقظت الأميرة جلنار من نومها، ورأت خصلة كبيرة من شعرها على وسادتها، فخافت وذهبت إلى أبيها مسرعة، وهي تحتضنه باكية وسألها أبوها: ما بك؟ وحدثته عما وجدت، فقال لها أبوها: هذا أمر عادي، غداً تكبرين ويكبر معك شعرك. خافت الأميرة جلنار بأن يحصل لها ما قالت العصفورة، فقال لها أبوها: سوف آتي لك بأطباء يقدمون لك الدواء الذي يحافظ على شعرك ويزيده جمالاً. ارتاحت نفس الأميرة وهدأت، وجاء الأطباء إلى الأميرة جلنار وكتبوا لها الدواء الذي يحتوي على الفيتامينات وبدأت تستعمل الدواء، ولكن تكرر حدوث تساقط هذا الشعر حتى لم يبق لها شيء من شعرها، فبكت الأميرة جلنار وامتنعت عن الطعام بعد هذه المصيبة، واحتار السلطان ماذا يفعل لابنته وسألها: هل آذيت أحداً وقالت: لا يا أبي. وفي يوم رأت الأميرة جلنار في المنام أنها تقف وحيدة في صحراء قاحلة، وسمعت صوتاً يناديها قائلاً: هل تتذكريني؟ وصاحت جلنار في خوف: هذا صوت العصفورة. وأخذت العصفورة تذكّر الأميرة جلنار بما فعلت بها، حتى بكت الأميرة، وهي تردد: لم أكن أظن أن يحدث كل هذا ... صدقيني. وكان دواء الأميرة جلنار عند العصفورة؛ وهو حبوب شجرة "أم الشعور" فذكرت الأميرة ما رأت لأبيها، واستدعى أبوها مفسري الأحلام، وأعلن في جميع البلاد أن من يحضر إلى الأميرة هذا الدواء له جائزة ضخمة وقصر فخم. ذهب فتى اسمه "مندور" يبحث عن هذه الحبوب حتى وجدها، وضاعف له الأمير مكافأته وجزاءه، وابتلعت الأميرة جلنار الدواء، فعادت لأحسن حال، وعاد شعرها كما كان وأزهى. شكرت الأميرة جلنار العصفورة، والفتى مندور على تعاونهما معها.
عنوان الكتاب
محسن محمد محسن


كان يا ما كان