مقطع قصة جميلة من التراث الصيني، تذكر أن سلحفاة كبيرة تسكن هذه البحيرة منذ آلاف السنين، وكانت من أعاجيب الزمان لأن صدفتها الحجرية التي تحملها على ظهرها صنعت من الفضة الخالصة، وقد سمعوا جميعا عنها دون أن يروها؛ لأنه إذا رأى أحد هذه السلحفاة الغريبة يوما ما، واستطاع أن يرى صورته في صدفتها الفضية اللامعة لتحققت له كل الأماني والأحلام. وكانت المدينة الجميلة التي تحيط بالبحيرة تمتلئ بالزهور الرائعة، حيث كان أهل المدينة جميعا يشتغلون بزراعة الزهور التي لم تكن مدينة من مدن العالم تستطيع أن تنتج مثلها حتى في مدن الصين نفسها، وفي هذه المدينة كان يعيش فتى طيب اسمه "شايان" وأخته "نادان" وكانا نعم الشقيقان؛ فلم يختلفا يوما ما على شيء. وذات يوم مر إمبراطور الصين العظيم مصادفة على المدينة، وقد دهش من جمال الزهور وروعتها، وسأل عن سر زراعة مثل هذه الزهور، ولكنه لم يجد إجابة، وظن أن أهل المدينة يخفون عليه السر، ويسخرون منه فغضب وثار وقبض على جميع الشباب والرجال والأولاد جزاء إخفائهم السر، وكان من بينهم الفتى شايان فصرخت أخته نادان باكية، ففوجئ الإمبراطور بعاصفة من التوسلات من الجميع أن يترك شايان مع أخته اليتيمة ولكنه رفض. عادت نادان إلى الكوخ حزينة، وبعد ذلك هبت عاصفة وأمطرت السماء ساعات طويلة ، ولما بدأت السماء تصفو ظهر قوس قزح، وكأنه ينبع من البحيرة، وعندما وصلت إلى البحيرة وجدت السلحفاة الفضية فنظرت إلى السلحفاة ورأت صورتها على ظهر السلحفاة فتمنت من أعماق قلبها أن يعود أخوها شايان إليها، فشعرت نادان برغبة في القفز على ظهر السلحفاة ، والمشي على قوس قزح، وكأنه طريق مرصوف بالحلي والجواهر الغالية حتى وصلت للقمة، وتزحلقت إلى الناحية الأخرى، وأحست أنها تتضاءل لتصبح خفيفة الوزن، صغيرة الحجم، فوجدت نفسها تطير كالفراشة، ووجدت نفسها بين مجموعة من الفراشات؛ كل واحدة لها لون مختلف، وكانت هي ذات لون أصفر، مهمتهن تلوين الزهور في الليل، حيث قاموا بتلوين زهور حديقة الإمبراطور. وبعد أن انتهت المهمة عادت نادان إلى البحيرة، فوجدت أهل المدينة يحيطون بها فرحين بعودتها؛ فقد ظنوا أنها غرقت في البحيرة حزنا على أخيها شايان، وعندما عادت إلى الكوخ وجدت أخاها سليما معافى.
عنوان الكتاب
محسن محمد محسن


كان يا ما كان
لا يوجد بيانات