مقطع تتناول هذه القصة حكاية رجل كريم، طرق بابه ذات يوم رجل فقير الحال يدعى أبا خليل، فاستقبله في بيته مدة ستة شهور، وفي يوم قال الكريم لأبي خليل سأعطيك خمسين دينارا كي تشتري سفينة صيد، وبعد أن يفتح الله عليك أعطني نقودي، ومنذ ذلك اليوم لم ير الكريم أبا خليل، فلما ذهب إلى البحر رآه هناك وقد ملك سفنا كثيرة، فتنكر له أبو خليل. وما إن ذهب حتى أتى رجل ممثلا السلطان يريد أن يشتري سفنا من أبي خليل، واتفقا ووقعا على العقد وأخذ الرجل السفن، ومرت أسابيع ولم يسمع أبو خليل عن هذا الرجل، وعلم أنه غشه؛ فذهب إلى القضاء ولم يجد نفعا بل حاكموه على الإزعاج الذي سببه، فخرج وذهب إلى الميناء ليجد السفن أكلتها الرياح، فرجع فقيرا لا يكاد يلقى طعام يومه، وذهب إلى الكريم وقص عليه ما حصل فاستقبله في بيته مرة أخرى. رأى أبو خليل مع الكريم جوهرة، فسرقها و هرب ليبيعها، وذهب إلى أسواق الذهب، وهناك سمع أن من يجد أغلى جوهرة ويقدمها إلى السلطان فإنه سيقدم له خيرا كثيرا من الأموال. ذهب أبو خليل إلى السلطان يعرض عليه الجوهرة، وعندما رآها السلطان استهزأ منه وقال له إن من يغشني سوف يعدم، وأمر بالقبض عليه ومن شدة الخوف قال الحقيقة، فأمر السلطان بإحضارالرجل الكريم، ولما أتاه حكى له كل ما حصل وتبين أن هذه الجوهرة عندما تكون بيد الكريم تصبح جوهرة، أما في أي يد أخرى فإنها تتحول إلى زجاج لا قيمة لها. فقال له السلطان لقد نلت الجائزة فلولا جوهرتك هذه لما عرف أحد منا كيف يطمع الإنسان في أخيه ويبادر بالإساءة والنكران جزاء المعروف والإحسان، ومنذ ذلك اليوم أصبح أمير الكرماء.
عنوان الكتاب
محسن محمد محسن


واقعي
كان يا ما كان
لا يوجد بيانات