مقطع تذكر القصة أنه كان هناك أميرة كثيرة البكاء، حتى صار منظرها مثيرا للاشمئزاز، وعيونها منتفخة من البكاء. ذات يوم رأت الجنية صديقتها الأم حزينة، فسألتها عن سبب حزنها، فحكت لها قصة ابنتها، فقالت الجنية: إن ابنتك لن يحبها أحد أو أن تذهب إلى أرض البكاء وتصبح أميرة للبكاء، فلم توافق الأم وذهبت الجنية من النافذة، سمعت الأم صوت بكاء فظنت ابنتها ولكن لم تكن ابنتها، إن الخادمة تبكي، ولما سألتها الأم عن سبب بكائها قالت إن الأميرة طارت مع الجنية من النافذة. وصلت الأميرة إلى أرض البكاء، ووجدت أطفالا كثيرين يبكون ويصرخن، وازداد بكاؤها، فقالت لها الجنية: إذا أردت الذهاب إلى القصر عليك أن تقلعي عن البكاء، وإذا أقلعت عن هذه العادة عليك أن تتسلقي جبل الأفراح. نامت الأميرة واستيقظت باكية لأنها جائعة وعطشة، فرأت أمامها عملاقا قال لها: إذا كنت عطشة فاشربي من الدموع، وإذا كنت جائعة فكلي قطعة الخبز المتعفنة. فاكلت قطعة الخبز المتعفنة لشدة جوعها. قال لها العملاق: إذا أردت الذهاب إلى القصر فتسلقي جبل الأفراح دون أن تبكي. ولما تسلقت الأميرة دخلت شوكة في رجلها فبكت فسقطت، فكررت المحاولة مرة أخرى، وقال لها لا بد من إتمام أسبوع كامل حتى يمكنك أن تتسلقي مرة أخرى، فانتظرت الأسبوع بفارغ الصبر. أتى الأسبوع، وتسلقت الجبل، ولكن كانت جائعة فأخرجت قطعة الخبز فسقطت من يدها، فبكت، فسقطت مرة أخرى من الجبل، وانتظرت أسبوعا آخر حتى تتسلق، وقالت في نفسها: لا أريد البكاء مرة أخرى مهما حصل، ولن تنزل مني دمعة. ولما أتى الأسبوع تسلقت الجبل ولم تبك، فأصبح الجبل مليئا بالأزهار والورود، وكان جميلا فعرفت الأميرة أن ليس للبكاء فائدة، فأخذت الجنية الأميرة إلى أعلى القمة، وهناك كان قوس قزح وأطفال كثيرون يضحكون و يغنون. فرحت الأميرة، وعادت إلى القصر فرحة مسرورة.
عنوان الكتاب
محسن محمد محسن


شعبي
كان يا ما كان
لا يوجد بيانات