مقطع تذكر القصة أن رجلا طوله متران، وعرضه شخصان، يدعى "سعفان الجبار"، يعمل في جيش المدينة، وكانت ضربته تهز الجيش بكامله، وصرخته تهز الجبال، فالكل يخاف منه، وظن أنه أقوى من القادة أنفسهم فأصابه الغرور والملل، فترك الجيش والحروب وذهب للاستراحة والأكل والنوم وتبديد النقود التي كان يكسبها من المعارك، وظن أن هذه الحروب ليست من مستواه. وفي يوم من الأيام شعر بالجوع، وقال: كيف لواحد مثل سعفان الجبار أن يشعر بالجوع وليس لديه ما يجده ليأكله، فاتجه لحقل كان يعيش فيه فلاح فقير فأمره سعفان بإعطائه القمح والشعير، فرفض الفلاح البيع فأصر سعفان على أخذ القمح بلا مقابل وأخذه بالقوة إلا أن الفلاح لديه ثور، فغضب الثور لما أصاب صاحبه فاندفع نحو سعفان مهاجما، ولكن سعفان أوقف الثور بقرنيه وسقط الثور قتيلا. وبعد أيام ملّ سعفان من أكل القمح، فاتجه لعجوز وأخذ سلة البيض، إلا أن ديكها رفض واتجه مدافعا عن البيض، إلا أن قبضة سعفان حطمت الديك. واتجه لغابة يعيش بها حطاب لديه كلب يدافع عنه، إلا أنه ركل الكلب، وعندها شعر سعفان بأن لا أحد يستطيع مواجهته، ولكن الله كان أقوى منه؛ فلقد وجد بنتاً لديها ماعز فشرب من حليب الماعز، وأخذ الماعز معه للبيت، وأراد أن يستريح إلا أن اللبن جعله أقصر وأضعف، وكلما قام وجد شكله هكذا، فرجع يشرب الحليب وينام لعله يستطيع استرجاع ما فقد إلا إنه يصبح أقصر وأقصر مما كان عليه وأضعف، فأراد الوالي أن يؤدبه عما سمعه عنه، فأرسل الجنود الذين لحقوا به إلا أنه هرب وسقط بوادٍ، واستطاع أن يرجع للمنزل باكيا عما أصابه نادما على ما فعله، ولكن البنت التي أخذ منها الماعز حضرت فجأة وقالت: اشرب من لبن الماعز. فلما شرب وهو يشعر بالندم عما فعله خلد للنوم، وفي الصباح وجد نفسه كما كان عليه من قوة وجبروت فحمد الله.
عنوان الكتاب
مجدي صابر
عفت حسيني


مكتبة الطفل العربي
لا يوجد بيانات