مقطع تحكي هذه القصة أن العائلة اجتمعت على الفطور في مخيم (البريج) وهذه منطقة يسكن فيها الفلسطينيون بعد أن هدمت بيوتهم من قبل الطغاة، وكان هناك الابن محمد ابن الثانية عشرة اشترك مع رفاقه في رمي الحجرات، وهم إخوان ستة من بينهم محمد وهو الابن الكبير وطلبت أخته منه الذهاب لبيت عمتها، ولكنه رفض لأنه مشغول سيذهب مع أخيه لشراء سيارة، وفرح إخوته بالخبر وقالوا سنزور أقرباءنا بالسيارة ونتفرج على غزة كلها، وسمع محمد أمه تناديه للاستعداد للذهاب مع أبيه، وكان قلبها منقبضا عليها وكأنها حاسة بشيء وقبلته على رأسه وسمعا صوت مظاهرة قوية منهما، بينما الأب والابن يقتربان منها والرصاص في كل الأنحاء حولهم، والأب خائف على ابنه وركض به للاختباء من هذه الأصوات واختبأ خلف مبنى له حائط ضخم، واختبأ حتى يهدأ الوضع ، ولم يدرك الأب أنه أصبح أمام القوة العسكرية وهذا جدار الموت، وكان الأب خائفاً على ولده، وفي لحظة انهمر الرصاص عليهم، والأب يصرخ لا لا ويشير بيديه الاثنتين، فأصابت رصاصة ساقه وهو يقاوم ويقول لابنه سأتحمل، وبعدها نفذت الرصاصة جسم محمد وأبيه، ويحرك الأب جسم ولده المطعون ورآه وكأنه يودعه، وبعد ذلك فارق الحياة محمد الشهيد، والكل من حوله حزين على هذا الطفل الجميل.
عنوان الكتاب
لينا كيلاني
منال بدران


مكتبتي
لا يوجد بيانات