مقطع تحكي هذه القصة أن حامد ولد نشيط، وفي يوم كان يتجول في الحديقة حيث إنه رأى أمام منزله حمامة بيضاء تقترب من بركة الماء، فقد كانت تبلل رأسها وجناحيها بالماء، فقال لها ماذا تفعلين؟ فقالت له أنا أتوضأ، فقال حامد " أنا أيضاً أتوضأ " وقالت له عرفت الغاية من الموضوع نظافة النفس والجسم معاً، فذهب حامد للبيت يريد أن يعلم أخاه " شاكر " كيف يتوضأ فبدأ يتوضأ أمام " شاكر " وشاكر يقلده إلى أن انتهى، فسأله شاكر كم مرة تتوضأ؟ فقال حامد كلما قمت إلى الصلاة، ولكن إذا احتفظت بوضوئك للصلاة التالية فلا حاجة لأن تعيد الوضوء، ثم ذهب حامد وأخوه للمسجد وصليا، فكان حامد يتبع الإمام وشاكر يقلد أخاه، وعندما انتهى من الصلاة سأل شاكر أخاه حامد هل انتهينا؟ فقال له نعم، فقال شاكر لم نقل شيئا، ولكن لمَ نفعل مثل الإمام؟ فقال حامد هذه هي صلاة الجمعة. وفي يوم من الأيام استيقظ حامد باكراً وذهب لصلاة الفجر بمفرده، وكان شاكر نائماً وعندما بدأ في الصلاة لمح شاكر بجانبه، وعندما انتهى حامد من الصلاة قال لأخيه لم أتوقع مجيئك، وعندما عادا إلى المنزل وجدا في جيبهما نقودا، حيث فتحت لهما أمهما الباب فكانت هذه النقود مكافأة من أمهما، وقد أعد لهما والدهما مفاجأة وهي رحلة للصحراء، وقبل أن يذهبا في الرحلة توضأ كل منهما فناداهما والدهما فقال لهما هيا نصلي الصلاة قصرا، حيث إنهم يصلونها قبل السفر، وعندما يعودون يصلون صلاة الجمع، وهذه الصلوات لتعويض أوقات الصلاة بعد أن يفوت الوقت، وإن صلاة القصر تقتصر على نصف عدد الركعات، وعندما هبطوا من السيارة على الطريق ليصلوا للخيمة لمح حامد رجلا يضرب بكفيه على الأرض، فسأل أباه ما هذا؟ فقال إنه يتيمم ليصلي، فذهب حامد للرجل وعندما انتهى سأله حامد هل تصلي قصراً أم جمعاً؟ فقال إنها صلاة العصر الحاضر لأني لست على سفر، فقال شاكر كيف تعرف القبلة؟ فقال قبلتنا نحو المسجد الحرام، وعندما انتهت الرحلة عادا الوالدان إلى المنزل وصلى صلاة الجمع، قال تعالى: " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ".
عنوان الكتاب
لينا كيلاني


مكتبتي
لا يوجد بيانات