مقطع سامر والقمر: تحكي هذه القصة أنه في يوم من الأيام كان هناك طفل يدعى "سامر" واقف أمام نافذة غرفته ويتأمل القمر فقال له النوم: ماذا تفعل؟ فرد عليه الطفل بأنه يحادث القمر ويسأله أن يسكن عنده ويصير ملكه، ولكن النوم قال له إن القمر ملك للجميع ودعاه للنوم وأنه سيحقق له أمنيته، فاستلقى سامر في سريره وحلم بقمر كبير في وسط السماء ففتح نافذته ومد يده نحوه فقبض عليه ووضعه في غرفته فأصبحت جدرانا وأرضا، وأصبحت لعب سامر مضيئة، ولكن العالم في الخارج مظلم وسمع الطفل أصواتاً تقول " سامر سارق القمر " فشعر بالحزن، ورجا القمر أن يعود للسماء ليغمر الجميع بنوره، فابتسم سامر، وضحك النوم. فزاعة العصافير: تحكي هذه القصة أنه في أول الصيف حصد الفلاحون قمحهم وجمعوه في بيدر كبير، وصنعوا فزاعة من القش وألبسوها ثياباً حتى تفزع الطيور ولا تقترب من الحب، وفي الصباح الباكر ودعت العصافير صغارها وطارت نحو البيدر وحطت قربه، ورأت الفزاعة العصافير وأعجبت بأشكالهم الصغيرة وأرادت أن تلاطفهم وألا تخيفهم، ولكن في تلك اللحظة هبت ريح خفيفة فاهتزت الفزاعة وانتفخت ثيابها فشعرت العصافير بالخوف وعادت لأعشاشها وهي جائعة وحزينة. وفي المساء مر النوم ورأى العصافير مستيقظة وسألها عن عدم نومها فأجابت العصافير أنها لا يمكنها النوم لأن أفراخها جائعة، وفوق البيدر كائن غريب يهتز وينتفخ، فقال لهم النوم لا تخافي إنها الفزاعة وهي كائن لطيف لا يؤذي أحداً فعودي غداً وغني لها. وفي الصباح طارت العصافير إلى البيدر وغنت لها، وشعرت الفزاعة بحب كبير واهتزت وتمايلت، وصار القش يتناثر منها ويتناثر، وصار وجهها المنتفخ رقيقاً متألقاً ففرحت العصافير من وجه البيدر الرقيق واللطيف وراحت تلتقط الحب اللذيذ. الغراب والقط الصغير: تحكي هذه القصة أنه كان هناك غراب في الغابة، فرأى الغراب قطاً صغيراً في فمه قطعة جبنة فقال في نفسه: الجبن لذيذ وأنا أحبه، فخطف بسرعة الجبنة من القط وحملها إلى عشه، وفي الليل أغمض الغراب جفنه كي ينام لكنه لم يستطع، فأتي النوم وسأله عن عدم نومه فقال له الغراب الحكاية ورجاه أن يساعده كي ينام، ولكن (النوم) اعتذر عن عدم قدرته للمساعدة، ونصحه أن يرجع قطعة الجبن للقط، فذهب الغراب للقط واعتذر له وأرجع له قطعة الجبنة، فقال القط للغراب إني أعلم أنك تحب الجبن، فتعال صباحاً لكي نأكله معاً ثم ذهب الغراب إلى عشه وأغمض عينيه ونام نوماً عميقاً. العندليب والملك: تحكي هذه القصة أن النوم اقترب في يوم من الأيام من بيت أحمد، ودهش عندما رآه واقفاً أمام النافذة وسأله عن عدم نومه، فأجابه أنه لا يوجد أحد يحكي له حكاية المساء، لأن أمه مسافرة وأباه لا يحسن سرد الحكايات، فصمت النوم وتذكر حكاية سمعها من إحدى الجدات وتقول الحكاية إنه كان هناك ملك ظالم يخافه الناس، وفي أحد الأيام مر هذا الملك مع جنوده بإحدى الغابات وشاهد عندليبا يغني، فتوقف الملك وقال له " صوتك عذب أيها العندليب.. غنِّ لي " ولكن العندليب رفض أن يغني للملك الظالم، فغضب الملك وأمر بالقبض عليه وسجنه في قفص حديد، لكن العندليب طار، فقال أحد الجند " إن العندليب يعطش عند الظهر ويهبط إلى النبع ليشري وعندئذ نقبض عليه “. وعند الظهيرة عطش العندليب وخاف أن ينزل ويشرب من النبع، ومرت غيمة رمادية فنادتها الشجرة وقالت لها إن العندليب عطشان وهو هنا بين أوراقها، فزخت الغيمة المطر وارتوى العندليب ونفض ريشه وغنى للمطر، وما زال العندليب يرفض الغناء للملك الظالم. تميم والطائرة: تحكي هذه القصة أن تميم أغمض عينيه، إذ رأى النوم يقترب منه، وتأمله النوم ورأى رموشه ترتعش فسأله ما الذي يقلقك كي أساعدك، فأجابه تميم بأن الطائرات تزعجه، فدهش النوم من كلامه وقال لماذا؟ ألا تحب الطائرات؟ فأجاب تميم بأنه يحب الطائرات ويجمع صورها ويعلقها على جدران غرفته، ولكن هذا المساء رأى في التلفاز طائرة تسقط أجساماً غريبة، وهذه الأجسام تشعل حرائق وتدمر البيوت، وأنه لا يحب مثل هذه الطائرات ويتمنى أن تختفي، فرد النوم عليه بأنه لن يبقى سوى الطائرات التي تحبها وأغمض عينيك وأحقق حلمك، فنام تميم وحلم بسماء تمتلئ بالطائرات والأطفال فرحبت بها وهي ترمي لهم الزهور وضحك تميم وقال للطائرات أنا أحبكم. القط الماكر والعصفور: تحكي هذه القصة أن النوم دخل لغرفة طارق ورآه يطبق مجلته، فسأله ماذا قرأت اليوم؟ فرد عليه طارق أنه قرأ حكاية عن قط ماكر، فرجاه النوم أن يحكي له الحكاية لكي يرويها لتميم لأنه طفل يحب الحكايات، فقال له طارق: إن هناك قطا ماكرا رأى عصفورا على الشجرة فقرر أن يقبض عليه، فدعاه للعب، ولكن العصفور اعتذر لأنه يريد أن يجمع القش لبناء عشه، ولكن القط قال له لماذا التعب يا عصفور وأنا عندي بيت جميل يمكنك أن تسكن فيه بدلا من العش، فغاب القط وعاد معه قفص وقد زينه بالورود ووضع داخله ماء وقمحا ودعاه للدخول لكي يأكل، ولكن العصفور تذكر حديث جده عن سجن له قضبان تحبس فيه العصافير، فرفض الدخول وراح يطير ليجمع القش لبناء عشٍ على غصن الشجرة. الغزال لا يريد سياجاً: تحكي هذه القصة أنه في يوم من الأيام لم يحن وقت النوم، فقرر خالد أن يأتي بورقة وأقلام ملونة يرسم غزالا قد رآه مرة، وقرر أن يرسمه فوضع له رأسا وجسما وعينين وأذنين وأربع قوائم وذيلاً كالضفيرة، ولكن الغزال احتج بأنه ليس حملاً لأنه لم يرسم قرناه، فرسم خالد في رأس الغزال قرنين، ولكن خالد تأمله فوجده لا يشبه أي غزال رآه، ولكن الغزال قال لخالد بأنه سعيد وإنه يرغب في الركض والانطلاق، ولكن خالد رجاه أن لا يفعل لأنه يحبه، فرسم حوله سياجاً عالياً، فحزن الغزال ودمعت عيناه، فرسم خالد غابة جميلة بدلا من السياج، ففرح الغزال وضحك خالد وذهب للنوم. شجرة وعصفور وفراشة: تحكي هذه القصة أنه في مساء أحد الأيام، أخذ الطفل باسل ألوانه واقترب منه النوم وسأله ماذا يرسم؟ فأجابه باسل بأنه محتار ماذا يرسم، فاقترح النوم عليه أن يرسم فراشة، فرسم باسل فراشة كبيرة ملونة، فنظرت الفراشة حولها ورفرفت وطارت، ونادها باسل وقال لها لا تذهبي، ولكن الفراشة قالت بأنها لا تقدر، لأنه لا يوجد لديها عشب ولا أزهار فاختفت الفراشة، فرسم باسل عصفورا ذا منقار أحمر، ورجاه باسل بأن يغرد لحناً جميلاً، فتلفت العصفور حوله ولم يجد شجرة ليقف فوقها ولا ظلا يحميه من الشمس فابتعد الطير، ففكر باسل ورسم شجرة كبيرة وعشبا أخضر وأزهارا ووضع ظلالاً رطبة فعادت الفراشة والعصفور، فبدأ يرسم أشجارا وزهوراً أكثر فأتت عصافير وفراشات أكثر، فضحك باسل وشكر (النوم) وذهب لينام في سريره.
عنوان الكتاب
ليلى صايا
أمير نساجي – لجينة الأصيل


رمزي
لا يوجد بيانات