مقطع تحكي هذه القصة أنه كان "بابا عبد الله" يعيش في بغداد في زمن الخليفة "هارون الرشيد" وورث من أبيه أموالا كثيرة، وكان يصرف المال بلا حساب، وأضاع ثروته، فتدارك ذلك واشترى بماله الباقي ثمانين جملا وحمل بها بضائع للتجار، وفي يوم من الأيام وهو سائر بجماله في طريقه إلى بغداد تعب وجلس في مكان للاستراحة، فجاء درويش وجلس معه وأكلا معا، وقال الدرويش: أنا أعرف كنزا مملوءاً بالذهب، فهل تساعدني على حمل ما فيه وأعطيك منه ما تطلب؟ فوافق بابا عبد الله وتقاسما الجمال بما عليها من نفائس بالنصف وتفرّقا، ولكن بابا عبد الله بعد أن مشى خطوات رجع للدرويش وطلب منه عشرة جمال أخرى فأعطاه ما طلب وفرح بذلك، ولكن زاد طمع بابا عبد الله ورجع وطلب منه عشرة جمال أخرى وهكذا حتى أخذ منه الثمانين جملا جميعها بما تحمل، وبعد ذلك تذكر بابا عبد الله أن الدرويش أخذ من الكنز صندوقا صغيرا، فاعتقد أن هذا الصندوق الصغير أغلى قيمة مما تحمل الجمال، فرجع إلى الدرويش وسأله عن فائدة هذا الصندوق الصغير فأخبره الدرويش أن هذا الصندوق فيه مرهم إذا دهنت به العين اليسرى أبصر صاحبها كنوز الأرض كلها، وإذا دهنت به العين اليمنى عميت عيناه جميعا، فطلب بابا عبد الله أن يدهن عينه اليسرى، وبعدها طلب منه أن يدهن عينه اليمنى فرفض الدرويش لكن بابا عبد الله أصر على ذلك فقال له سترى الآن عاقبة الطمع. فدهن له وعميت عيناه جميعا وساق الدرويش الثمانين جملا وسار بها إلى بلدته البصرة، أما بابا عبد الله فأضل طريقه ولقيه سبع فهجم عليه.
عنوان الكتاب
كامل كيلاني


قصص من ألف ليلة
الإسراف - قصص الأطفال