مقطع تحكي هذه القصة أنه كان هناك طفل يدعى "هادي" ووالده "رائد" كان صاحب عز وجاه، وكان يُلقّب بشيخ الجبل لما يملكه من أراضٍ يكفي محصولها لإطعام جيش كامل على مدار السنة، ولكنه كان بخيلا جدا وكان الناس يسخرون منه فيقولون إنه يُقبّل النقود قبل صرفها مودّعا لها باكيا، ولكنه مع ذلك لم يكن بخيلا مع ابنه وزوجته فقط. وفي يوم لمح رائد طفلا في التاسعة يقطف من ثمار بساتينه ويأكل من البندورة والبصل ليسد جوعه ولكنه لم يرحمه، فأخذ يصرخ بوجهه وأمره بالذهاب ولكن الطفل طلب بعضا من هذه الثمار ليأخذها فأخذ رائد حجرة وضرب بها الطفل فدمت عينه وأخذ الطفل يبكي، فلم يؤثر ذلك برائد وكل هذا جرى أمام عين هادي مستغربا من قسوة والده، فذهب هادي للطفل وأعطاه نقودا وطعاما، وعندما مرّت الأيام أراد هادي الاعتماد على نفسه بالتجارة، فذهب إلى القرية المجاورة وظل رائد يتمادى ببخله إلى أن تركه جميع الفلاحين، فخسر رائد تجارته وبساتينه وكثرت ديونه، فباع منزله وذهب تاركا خلفه أم هادي إلى أن وجدها شاب غني وجلبها لمنزله، فسمع أخبارا عن ابنها فجاء ليخبرها وسألها عن زوجها فعرف أن زوجها هو الذي أدمى عينه، ولكن بعد عودة رائد إلى زوجته التي تشتغل خادمة بمنزل الشاب الغني وهو بهيئة رثّة، جائعا يريد أن يأكل فأطعمه الشاب وقال له قصته، فقال إنه متأسف لما فعله فقد كان بخيلا قاسي القلب، ولكنه طلب السماح منه لأنه جمعه بزوجته وعن قريب بابنه، فتغلب جانب الخير في الشاب الغني على جانب الشر.
عنوان الكتاب
فيروز قاردن البعلبكي
انطوان غانم


حكايات المساء
لا يوجد بيانات