مقطع تحكي هذه القصة أن "سعفان" شاب يحب النوم لدرجة أنه يستغل كل لحظة للنوم حتى وهو راكب فوق حماره، مما جعل الناس يطلقون عليه اسم "نعسان". وفي أحد الأيام وهو نائم فوق حماره قام الحمار بالسخرية منه حيث قام بإيقاعه عن ظهره وجعله يجري وراءه حتى المدينة. وفي اليوم التالي وقت شروق الشمس كعادته كان نعسان نائما فوق الحمار، إذ إنه كان معتمدا على الحمار بأنه يعرف الطريق إلى الحقول، وفي أثناء سيره شعر الحمار بالعطش فكان يبحث عن مكان يمكنه الشرب منه، فصاح نعسان على الحمار ليتابع سيره فغضب الحمار منه فقام بإسقاطه عنه إلى الماء، فقام نعسان وهو غاضب من الحمار ولكن بعد لحظات هدأ وقال سوف نسقي الأرض، فتابع سيره للأرض مشيا على الأقدام وهو ينظر إلى الحمار بعيدا عنه، وبعد أن وصل إلى الحقل بدأ بالحرث والغناء، أما الحمار فكان نائما بدوره وجاء شهر رمضان وهو من أجمل الشهور التي تمر على القرية لأن له جوّه الخاص، وكان العم "حافظ" المسحّراتي ينقر على الطبل ليوقظ النائمين للسحور، فكان نعسان أول المستيقظين، أما في اليوم التالي فقد استيقظ كل أهالي القرية أما نعسان فكان متعبا بعد عمله الشاق في الحقل فلم يستطع الاستيقاظ للسحور، فقام الحمار بالنهيق بصوت عالٍ ليوقظ نعسان وبالفعل استيقظ ولكنه قام بضرب حماره لبشاعة صوته فغضب الحمار من نعسان وقال في نفسه: غدا وهو نائم على ظهري في طريق العودة إلى القرية سوف أذهب به إلى المدينة. وبالفعل قام الحمار بتنفيذ خطته فلم يركب الجسر الذي يوصل للقرية بل اتجه إلى المدينة فأدرك نعسان الأمر فأرغم الحمار على العودة للقرية. وفي أحد الأيام كان نعسان فرحا لأنه سوف يذهب إلى المدينة للتسوق لأولاده وفي المدينة لاحظ الحمار أن نعسان لم ينم كعادته بل كان يقظا على عكس عادته، فقال له نعسان إن السبب في ذلك أن هذه المدينة غريبة عليه، فيجب أخذ الحيطة والحذر كي لا يُخدع.
عنوان الكتاب
فريد محمد معوض


لا يوجد بيانات