مقطع تمتاز هذه القصة بالتوضيح، ذات ألوان زاهية موضحة لكل فكرة، فهذا صياد السمك فقير يصيد السمك ويبيعه في السوق ثم يعود إلى كوخه الصغير ويفكر بحاله حتى يغلبه النعاس، ويحلم بأحلام متواضعة كبيت وقارب وزوجة. وذات يوم وهو يلقي شباكه سمع صوتا رقيقا حزينا يقول له: ارحم سمكة صغيرة لا تنفع للأكل أو للبيع، فإذا بها سمكة تتكلم وتقول: ابنتي في شباكك أرجوك أخرجوها. فإذا بها سمكة خضراء ذات شفتين ورديتين، فأخذ يبحث فإذا بسمكة تشبهها وأخرجها فقالت: إنك ساعدت ابنتي فلك مفتاح مدينة السعد ستجده في منتصف النهار. وغاصت وعندما حل الظلام رفع شباكه وأخذ يبحث دون أن يهمّه السمك الكبير، فوجده وكان من فضة مزخرف، ولكن أصبح يسأل نفسه كيف يصل إلى مدينة السعد فخرجت السمكة ووصفت له طريق مدينة السعد وكيف يصل في ستة أيام، فاشترى كل ما يحتاج له في الطريق وعندما وصل للمدينة استقبله أهلها في حفاوة فكان يتخيل أنهم أغنياء ويخدمهم جواري، ولكنه تفاجأ كيف عرفوا بقدومه وقدموا له الورود وأخبروه عن كل شيء في المدينة وأنهم يتعاملون عند الشراء بكلمة البركة، وجاء له رجل ذو لحية بيضاء وقال له: اطلب ما شئت، ففكر ولكنه لم يطمع فقال: أريد بيتا صغيرا وقاربا وزوجة طيبة. فلبّوا كل حاجاته وبعد فترة رأى ابنة جاره فطلبها للزواج، ولكنه بعد شهر العسل أصبح كسولا وأصبح يذهب إلى السوق ويشتري ذهبا وأشياء كثيرة لا يحتاجها، فقط بالبركة فأصبحت زوجته حزينة على حال زوجها ولم يروه أهل المدينة، فعندما ذهبوا إليه تداعى المرض وأخذ يتسكع في الطرقات، وذات يوم وهو يمشي إذ بالرجل ذي اللحية البيضاء ومعه عصاه فقام بإخراجه من المدينة وحاول أن يصرخ ليعيدوه ولكن دون جدوى، فرجع باكيا حزينا على حاله.
عنوان الكتاب
فتحي خليل
عبد الشافي سيد


شعبي
لا يوجد بيانات