مقطع تحكي هذه القصة أنّ "عبد العزيز البشري " ولد في القاهرة سنة 1886م في بيت اشتهر بالعلم والدين، وكان والده "سليم البشري" عالماً من علماء الدين. تولى منصب شيخ الأزهر مرتين في حياته. كان البشري حلو المعشر، عذب الحديث، جميل الخصال، رقيق الشمائل، دمث الخلق، مثالاً حياً للمروءة والوفاء والمودة والإخاء، سخي اليد كريماً في العطاء. كان العنصر الأول الذي يكون ثقافة البشري هو ثقافته الإسلامية، تلك الثقافة التي حصل عليها نتيجة دراساته في الأزهر من ناحية ونتيجة قراءاته واطلاعاته في مكتبة أبيه الخاصة من ناحية أخرى، وقد تمثلت في كتابات البشري ثقافته الإسلامية واضحة جلية، فكتب (الفصول الإسلامية عن الهجرة) و (أعظم يوم في تاريخ العالم). وقرأ البشري الأدب القديم وأمعن في دراسة كتّابه وشعرائه، وكانت له آراء قيمة في الأدب والنقد. قرأ شعر "امرئ القيس" و"النابغة". كان البشري تلميذا وفياً لأستاذه "الجاحظ" وعنه أخذ أسلوبه الساخر الساحر وموضوعاته الشائقة الطريفة في البخل والتطفل في أسلوب خلاب، والجاحظ في رأيه رجل واسع العمل شديد التمكن من النفس. كانت للأدب مجالس كثيرة في عهد البشري يؤمها أقطاب الفكر وأئمة الأدب ورواد الشعر، وكان من أشهر تلك الصالونات الأدبية صالون الأديبة "مي زيادة" الذي كان يجمع كثيراً من أقطاب الفكر كأمير الشعراء "أحمد شوقي" وشاعر النيل "حافظ إبراهيم". ويعتبر البشري من أشد النقاد للمجتمع العربي، وقد وضح في كتابه كثيراً من عيوبه وصورة العادات السيئة التي لا تزال تسيطر عليه وتشيع فيه، ومن مؤلفات البشري (في المرآة – المختار – قطوف – التربية الوطنية). وهكذا رحل البشري بعد أن خلف آثاراً جليلة ونمطاً جديداً في الأسلوب. توفي عبد العزيز البشري سنة 1943 ودفن في القاهرة.
عنوان الكتاب
فؤاد حمدو الدقس


أدباء ومفكرون " تاريخ أدباء العربية"
عبد العزيز البشري
لا يوجد بيانات