مقطع تحكي هذه القصة عن "سليمان البستاني" الذي انقسمت حياته بين تجارة وأسفار وسياسة وأدب وشعر وآلام الحياة والمرض والغربة عن بلاده، وقد ولد البستاني في الساحل الشرقي في جبل لبنان سنة 1856م ودرس بالمدرسة الوطنية على يد أساتذة كبار كــ "ناصيف اليازجي" وغيره، فاتصف بالتدين والتقوى وحب العلم، وأتقن العديد من اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والسريانية وغيرها من اللغات التي تعلمها من أسفاره، وقد عمل معلما ثم توجه إلى الأعمال التجارية، وعيّن عضوا في المحكمة التجارية في بغداد ومديرا لشركة المراكب العثمانية الذي أنقذها من الديون بتحسين أوضاعها، ثم عاد إلى بيروت وعمل في دائرة المعارف، وساعد في تأليف الكتب، وقام بإعداد شرح الإلياذة وهي ملحمة هوميروس، وقام بتعريبها وترتيب معجمها، ثم ذهب إلى مصر للطباعة والنشر، وألف كتاب ( عبرة وذكرى ) وبين فيه سياسته الراجحة، وبعد ذلك مرض بداء ودخل إلى أحد المستشفيات في سويسرا وأجرى عملية جراحية وزادت عليه الآلام، وكتب قصيدتين وهما الداء والشقاء، وكانت حياته عبارة عن ثأر للأدب من السياسة، وما يضع قلمه إلا بالحق والعدالة. وقد كان يكتب مذكراته باللغة الإنجليزية وضمنها خواطره في السياسة والاجتماع والأخلاق والأدب والأسفار، وتوفي سنة 1925م في نيويورك ونقل جثمانه إلى لبنان.
عنوان الكتاب
فؤاد حمدو الدقس


أدباء ومفكرون " تاريخ أدباء العربية"
سليمان البستاني
لا يوجد بيانات