مقطع تحكي هذه القصة عن "خير الدين الأسدي" الذي ولد في حلب سنة 1900م وكان والده الشيخ "عمر رسلان" من رجال الدين، وامتهن التدريس للصرف واللغة العربية في المدرسة العثمانية، وقد غير اسم العائلة رسلان إلى الأسد لاعتزازه وشغفه باللغة العربية، وكانت نشأته نشأة عربية، وقد تلقى تعليمه الأول في مكتب شمس المعارف وكان يتردد على المدرسة العثمانية كطالب مستمع ويتابع تحصيله العلمي معتمدا على نفسه، وكان يشتري الكتب والتحف، وقد أسس مكتبة ضخمة ودرس اللغة العربية، وألف كتابا مدرسيا "قواعد الكتابة العربية" وفي سنة 1923م أخرج مسرحية الاستقلال، وفي يوم عرضها تعرض لحادث وهو انفجار البارود في يده مما أدى لبتر كفه اليسرى، وبعد الحادث انكب على البحث وانطوى على نفسه ومكتبته، ثم أخذ يدرس العربية في مدارس مختلفة وأصدر كتاب "البيان البديع" و"حلب الجانب اللغوي من الكلمة" وقد عين أمينا للسر ثم نائباً للرئيس في جمعية العاديات حتى توفي. وقد تعرض لصدمة مادية حين خسر كل أمواله في شركة الغزل والنسيج، وقد اقتنى في حياته مكتبتين الأولى ضمها لدار الكتب الوطنية. وقد مرت حياته بأربع مراحل: المرحلة الأولى: التدين. المرحلة الثانية: المرحلة النباتية، وقد امتنع عن أكل اللحوم لتأثره بالمذاهب الهندية. المرحلة الثالثة: مرحلة الشك: واكتسب الطابع الإنساني الفلسفي ونفي الرسالات السماوية، وشك في وجود الله تعالى. المرحلة الرابعة: مرحلة التصوف: لم يتعد فيها الإيمان بالله تعالى. وكانت ثقافته النظرية تقوم على علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وعلوم الدين والتصوف، وثقافته الأدبية تقوم على الآثار والتاريخ، وقد ألم باللغة العربية والشرقية والسريانية والتركية وكان مولعا بالسفر، ورحلته الأولى كانت إلى فلسطين ومصر، وكان يتردد على خزانة "يوسف الخالدي" ودار الكتب المصرية، والرحلة الثانية والثالثة زار فيهما تركيا، والرابعة زار العراق وإيران، والخامسة أوروبا والسادسة أفريقيا وإسبانيا، والسابعة أفريقيا والحجاز. وقد بدأ في كتابة الشعر في الثلاثين من عمره واستخدم أسلوب القصيدة النثرية وله ديوان "أغاني القبة" وتوفي في 1972م في حلب.
عنوان الكتاب
فؤاد حمدو الدقس


أدباء ومفكرون " تاريخ أدباء العربية"
خير الدين الأسدي
لا يوجد بيانات