مقطع تحكي هذه القصة عن "توفيق الحكيم" الذي ولد في الإسكندرية عام 1903 م وتوفي في عام 1987 م. عاش الحكيم في مزرعة والديه، وأمه تركية الأصل حيث نشأ الحكيم في عائلة يسودها الجو التركي الارستقراطي، وذهب إلى مدرسة في مدينة دمنهور في السابعة من عمره حيث اتصل بالطلبة وأخفى عنهم حقيقة عائلته التي تسودها الجو الارستقراطي خوفا من نفورهم منه ولاستمرار أواصر الصداقة. أكمل دراسته الابتدائية حتى عام 1915 م وبعدها وافق على قرار والديه بدخوله إلى ثانوية القاهرة (مدرسة محمد علي) وعاش هنالك مع أعمامه، وكانت بدايته الأدبية بعد أن أتم القسم الأول من التعليم وفي الثورة المصرية. اندمج الحكيم في حركات الثورة واعتقل هو وأعمامه بسبب تهمة التآمر، وعندما سمع أبوه بهذا النبأ ذهب إلى القاهرة وحاول قدر المستطاع أن يفرج عنهم، ولكنه لم يفلح بالرغم من محاولاته، وعند انتهاء الثورة والإفراج عن الزعيم "سعد زغلول" أفرجت السلطات عن المعتقلين وكان من بينهم الحكيم وأعمامه، وبعدها أكمل تحصيله في الثانوية ونال البكالوريا وبعد انتهائه من دراسة الثانوية كان ميالا لدخوله إلى كلية الآداب، ولكن أراد والده أن يلتحق بكلية الحقوق ورضخ إلى رأي والده وحصل على إجازة، وعزم على دراسة الدكتوراه فلقي لدى والده القبول التام فسافر إلى فرنسا لدراسة القانون، ولكنه انصرف لدراسة الأدب المسرحي والقصص، وكانت أول مسرحية له هي ( الصيف الثقيل ) وهي مسرحية سياسة وأيضا أول مسرحية كتبت باللغة الفرنسية هي ( أمام شباك التذاكر ) ثم عاد إلى القاهرة واستقر بها وكتب مسرحية ( أهل الكهف ) التي أحدثت ضجة وشهرة له، وأيضا كتب مسرحية ( شهرزاد ) التي دمجت الواقع الذي يعيش فيه بالخيال الذي يحلم به. كان أسلوبه ومنهجه في كتابته للقصص أسلوبا يمزج به الواقعية والرمزية مع تخفيف الصوت الرمزي على أساس تقوية العرض الواقعي والطريقة التي يستخدمها هي التحليل. كان له دور في حادثة مصر بين الفرعونية والعروبة، حينما وقف مع التيار المعارض ضد "عبد العزيز" الذي قام للتخلص من الحروف العربية. وأيضا كان له دور في حرب فلسطين ضد إسرائيل حيث قام بنشر مقالات فيها إرادة النصر ورفض إسرائيل، وكتب مقالا آخر يبين فيه الأهداف الصهيونية في الوطن العربي وفضح أكاذيبها، كما أنه في إحدى زياراته لباريس كتب رسالة لصديقه "ابا ابيان" ونشرته إحدى المجلات، وفيها كتب الحكيم بعض آرائه السابقة حول إسرائيل الاستعمارية والعدوانية المغتصبة للأراضي العربية، وذلك من أجل السلام.
عنوان الكتاب
فؤاد حمدو الدقس


أدباء ومفكرون " تاريخ أدباء العربية"
توفيق الحكيم
لا يوجد بيانات